كتاب: لسان العرب ***

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


كمتر‏:‏ الكَمْتَرَةُ‏:‏ مِشْيَةٌ فيها تَقارُبٌ مثل الكَرْدَحَة، ويقال‏:‏

قَمْطَرة وكمْتَرَة بمعنى، وقيل‏:‏ الكَمْتَرَةُ من عَدْوِ القصير

المُتَقارِبِ الخُطى المجتهدِ في عَدْوِه؛ قال الشاعر‏:‏

حيثُ تَرَى الكَوَأْلَلَ الكُماتِرا، كالهُبَعِ الصَّيْفيِّ و يَكْبُو عاثِرا

وكَمْتَرَ إِناءَه والسقاءَ‏:‏ ملأَه‏.‏ وكَمْتَر القربة‏:‏ سَدَّها بوِكائه‏.‏

والكُمْتُرُ والكُماتِرُ‏:‏ الصُّلْبُ الشديد مثل الكُنْدُرِ والكُنادِر‏.‏

كمثر‏:‏ الكَمْثَرةُ‏:‏ فِعْلٌ مُمات، وهو تداخل الشيء بعضه في بعض‏.‏

والكُمَّثْرَى‏:‏ معروف من الفواكه هذا الذي تسميه العامة الإِجَّاصَ، مؤنث لا

ينصرف؛ قال ابن مَيَّادَةَ‏:‏

أَكُمَّثْرَى، يَزِيدُ الحَلْقَ ضِيقاً، أَحَبُّ إِليكَ أَم تِينٌ نَضِيجُ‏؟‏

واحدته كُمَّثْراة، وتصغيرها كُمَيْمِثْرةٌ، وحكى ثعلب في تصغير

الواحدة‏:‏ كُمَيْمِثْراة؛ قال ابن سيده‏:‏ والأَقيس كُمَيْمِثْرة كما قدّمنا‏.‏

والكُماثِر‏:‏ القصير‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ سأَلت جماعة من الأَعراب عن الكُمَّثْرى

فلم يعرفوها‏.‏ ابن دريد‏:‏ الكَمْثَرة تداخلُ الشيء بعضه في بعض واجْتِماعُه، قال‏:‏ فإِن يكن الكُمَّثْرَى عربيّاً فمنه اشتقاقه؛ التهذيب‏:‏ وتصغيرها

كُمَيْمِثْرَى وكُمَيْثِرَةٌ وكُمَيْمِثْراة، وأَنشد بيت ابن ميادة‏:‏

كُمَيْمِثْرَى يزيدُ الحَلْقَ ضِيقاً

كمعر‏:‏ كَمْعَرَ سنامُ البعير‏:‏ مثل أَكْعَرَ‏.‏

كنر‏:‏ الكِنَّارَةُ، وفي المحكم‏:‏ الكِنَّارُ الشُّقَّة من ثياب

الكَتَّانِ، دَخيلٌ‏.‏ وفي حديث معاذ‏:‏ نهى رسول الله،صلى الله عليه وسلم، عن لُبْسِ

الكِنَّار؛ هو شُقة الكتان؛ قال ابن الأَثير‏:‏ كذا ذكره أَبو موسى‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ والكِنَّاراتُ يختلف فيها فيقال هي العيدان التي يضرب

بها، ويقال هي الدُّفُوف؛ ومنه حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما‏:‏ إِن الله تبارك وتعالى أَنزَلَ الحقَّ ليُذْهِبَ به الباطل

ويُبْطِلَ به اللَّعِبَ والزَّفْنَ والزَّمَّاراتِ والمَزاهِرَ والكِنَّارات‏.‏ وفي صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة‏:‏ بعثتك تمحو المَعازِفَ

والكِنَّاراتِ؛ هي، بالفتح والكسر، العيدان، وقيل البَرابِطُ، وقيل الطُّنْبُورُ، وقال الحَربي‏:‏ كان ينبغي أَن يقال الكِرانات، فقدّمت النون على الراء، قال‏:‏ وأَظن الكِرانَ فارسيّاً معرّباً‏.‏ قال‏:‏ وسمعت أَبا نصر يقول‏:‏

الكَرِينَةُ الضاربة بالعُود، سميت به لضربها بالكِرانِ؛ وقال أَبو سعيد الضرير‏:‏

أَحسبها بالباء، جمع كِبارٍ، وكبار جمع كَبَرٍ، وهو الطبل كجَمَل وجِمال

وجِمالات‏.‏ ومنه حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ أُمِرنا بكسر الكُوبَةِ

والكِنَّارة والشِّياع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الكَنانِيرُ واحدتها كِنَّارَة، قال قوم‏:‏

هي العيدان، ويقال‏:‏ هي الطنابير، ويقال الطُّبُول‏.‏

التهذيب في ترجمة قنر‏:‏ رجل مُقَنْوِرٌ ومُقَنِّرٌ ومُكَنْوِرٌ ومُكَنِّر

إِذا كان ضَخْماً سَمِجاً أَو مُعْتَمًّا عِمَّةً جافية‏.‏

كنبر‏:‏ الكِنْبارُ‏:‏ حَبْلُ النَّارَجِيلِ، وهو نخيل الهند تتخذ من ليفه

حبال للسفن يبلغ منها الحبل سبعين ديناراً‏.‏

والكِنْبِرَةُ‏:‏ الأَرْنَبَة الضخمة‏.‏

كنثر‏:‏ رجل كُنْثُرٌ وكُناثِرٌ‏:‏ وهو المجتمع الخلق‏.‏

كندر‏:‏ الكُنْدُورُ والكُنادِرُ والكُنَيدِرُ من الرجال‏:‏ الغليظ القصير

مع شدّة، ويوصف به الغليظ من حُمُر الوحش‏.‏ وروى شمر لابن شميل كُنَيْدِرٌ، على فعيلل، وكُنَيْدِرٌ تصغير كُنْدُر؛ وحمار كُنْدُر وكُنادِرٌ‏:‏ عظيم، وقيل غليظ؛ وأَنشد للعجاج‏:‏

كأَنّ تَحْتي كُنْدُوراً كُنادِرا، جَأْباً قَطَوْطى يَنْشِجُ المَشاجِرَا

يقال‏:‏ حمار كُدُرٌ وكُنْدُورٌ وكُنادِرٌ للغليظ‏.‏ والجأْب‏:‏ الغليظ، والقَطَوطى‏:‏ الذي يمشي مُقْطَوْطِياً، وهو ضرب من المشي سريعٌ‏.‏ وقوله‏:‏

يَنْشِجُ المَشاجر أَي يصوّت بالأَشجار، وذهب سيبويه إِلى أَنه رباعي، وذهب غيره

إِلى أَنه ثلاثي بدليل كَدَرَ، وهو مذكور في موضعه، وقال أَبو عمرو‏:‏

إِنه لذو كِنْدِيرَة؛ وأَنشد‏:‏

يَتْبَعْنَ ذا كِنْدِيرَةٍ عَجَنَّسا، إِذا الغرابانِ به تَمَرَّسا، لم يَجِدا إِلا أَدِيماً أَمْلَسا

ابن شميل‏:‏ الكُنْدُر الشديد الخَلْقِ، وفِتْيانٌ كَنادِرَة‏.‏ والكُنْدُر‏:‏

اللُّبانُ، وفي المحكم‏:‏ ضَرْبٌ من العِلْكِ، الواحدة كُنْدُرة‏.‏

والكُنْدُرة من الأَرض‏:‏ ما غَلُظ وارتفع‏.‏ وكُنْدُرة البازي‏:‏ مَجْثِمُه الذي

يُهَيَّأُ له من خَشَب أَو مَدَر، وهو دخيل ليس بعربي، وبيان ذلك أَنه لا

يلتقي في كلمة عربية حرفان مثلان في حشو الكلمة إِلا بِفَصْلٍ لازم

كالعَقَنْقَل والخَفَيْفَد ونحوه؛ قال أَبو منصور‏:‏ قد يلتقي حرفان مثلان بلا فصل

بينهما في آخر الاسم؛ يقال‏:‏ رَمادٌ رِمْدَِدٌ وفرس سُقْدُدٌ إِذا كان

مُضمَّراً‏.‏ والخَفَيْدَدُ‏:‏ الظلم‏.‏ وما لَهُ عُنْدُدٌ‏.‏ وقال المبرد‏:‏ ما كان من حرفين من جنس واحد فلا إِدغام فيها إِذا كانت في ملحقات الأَسماء لأَنها

تنقص عن مقادير ما أُلحقت به نحو‏:‏ قَرْدَدٍ ومَهْدَدٍ لأَنه ملحق

بجَعْفَر، وكذلك الجمع نحو قَرادِدَ ومهادِدَ مثل جَعافِرَ، فإِن لم يكن ملحقاً

لزمه الإِدغام نحو أَلَدّ وأَصَمّ‏.‏

والكَنْدَر‏:‏ ضرب من حساب الروم، وهو حساب النجوم‏.‏

وكِنْدِيرٌ‏:‏ اسم، مثل به سيبويه وفسره السيرافي‏.‏

كنعر‏:‏ الكَنْعَرَةُ‏:‏ الناقة العظيمة الجسيمة السمينة، وجمعها كناعِرُ‏.‏

الأَزهري‏:‏ كَنْعَرَ سَنامُ الفصيل إِذا صار فيه شحم، وهو مثل أَكْعَرَ‏.‏

كنهر‏:‏ الكَنَهْوَرُ من السحاب‏:‏ المتراكبُ الثخين؛ قال الأَصمعي وغيره‏:‏

هو قِطَعٌ من السحاب أَمثالُ الجبال؛ قال أَبو نُخَيْلَةَ‏:‏

كَنَهْوَر كان من أَعقاب السُّمِيّ

واحدته كَنَهْوَرَة، وقيل‏:‏ الكَنَهْوَر السحاب المتراكم؛ قال ابن مُقْبِل‏:‏

لها قاتِدٌ دُهْمُ الرِّبابِ، وخَلْفَهُ

روايا يُبَجِّسْنَ الغَمامَ الكَنَهْورا

وفي حديث علي، عليه السلام‏:‏ وَمِيضُه في كَنَهْوَرِ رَبابه؛ الكَنَهْوَرُ‏:‏ العظيم من السحاب، والرَّبابُ الأَبيضُ منه، والنون والواو زائداتان‏.‏

ونابٌ كَنَهْوَرَةٌ‏:‏ مُسِنَّة‏.‏ وقال في موضع آخر‏:‏ كَنْهَرَةُ موضع

بالدَّهْناء بين جبلين فيها قِلاتٌ يملؤها ماءُ السماء، والكَنَهْوَرُ منه

أُخِذَ‏.‏

كهر‏:‏ كَهَرَ الضُّحى‏:‏ ارتفع؛ قال عَدِيُّ بن زيد العَبَّادي‏:‏

مُسْتَخِفِّينَ بلا أَزْوادِنا، ثقةً بالمُهْرِ من غيرِ عَدَمْ

فإِذا العانَةُ في كَهْرِ الضُّحى، دُونها أَحْقَبُ ذو لَحْمٍ زِيَمْ

يصف أَنه لا يحمل معه زاداً في طريقه ثقة بما يصيده بمُهرِه‏.‏ والعانة‏:‏

القطيع من الوحش‏.‏ والأَحقب‏:‏ الحمار الذي في حِقْوَيْهِ بياض‏.‏ ولحم زِيَمٌ‏:‏

لحم متفرق ليس بمجتمع في مكان‏.‏ وكَهَرَ النهارُ يَكْهَرُ كَهْراً‏:‏ ارتفع

واشتدّ حَرُّه‏.‏ الأَزهري‏:‏ كَهْرُ النهارِ ارتفاعُه في شدة الحر‏.‏

والكَهْرُ‏:‏ الضحك واللهو‏.‏ وكَهَرَه يَكْهَرُه كَهْراً‏:‏ زَبَرَهُ

واستقبله بوجه عابسٍ وانْتَهره تَهاوناً به‏.‏ والكَهْرُ‏:‏ الانْتِهارُ؛ قال ابن دارة الثَّعْلَبيّ‏:‏

فقامَ لايَحْفِلُ ثَمَّ كَهْرا، ولا يُبالي لو يُلاقي عَهْرا

قال‏:‏ الكَهْرُ الانْتِهارُ، وكَهَرَه وقَهَره بمعنى‏.‏ وفي قراءة عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه‏:‏ فأَما اليتيم فلا تَكْهَرْ؛ وزعم يعقوب أَن كافه

بدل من قاف تَقْهَرْ‏.‏ وفي حديث مُعَاوية بن الحَكَمِ السّلَمِيّ أَنه قال‏:‏

ما رأَيت مُعَلِّماً أَحْسَنَ تعليماً من النبي صلى الله عليه وسلم فبأَبي هو وأُمي ما كَهَرني ولا شَتَمَني ولا ضَرَبني‏.‏ وفي حديث المَسْعى‏:‏

أَنهم كانوا لا يُدَعُّون عنه ولا يُكْهَرون؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا يروى

في كتب الغريب وبعض طرق مسلم، قال‏:‏ والذي جاء في الأَكثر يُكْرَهُون

بتقديم الراء من الإِكراه‏.‏

ورجل كُهْرُورَةٌ‏:‏ عابس، وقيل قبيح الوجه، وقيل‏:‏ ضحَّاك لعَّاب‏.‏ وفي فلان كُهْرُورةٌ أَي انْتِهارٌ لمن خاطبه وتعبيس للوجه؛ قال زَبْدُ الخيل‏:‏

ولستُ بذِي كُهْرورَةٍ غيرَ أَنَّني، إِذا طَلَعَتْ أُولى المُغِيرَةِ، أَعْبَسُ

والكَهْرُ‏:‏ القَهْرُ‏.‏ والكَهْرُ‏:‏ عُبُوسُ الوجه‏.‏ والكَهْرُ‏:‏ الشَّتْمُ؛ الأَزهري‏:‏ الكَهْرُ المُصاهَرة؛ وأَنشد‏:‏

يُرَحَّبُ بي عند بابِ الأَمِير، وتُكْهَرُ سَعْدٌ ويُقْضى لها

أَي تُصاهَرُ‏.‏

كور‏:‏ الكُورُ، بالضم‏:‏ الرحل، وقيل‏:‏ الرحل بأَداته، والجمع أَكْوار

وأَكْوُرٌ؛ قال‏:‏

أَناخَ بِرَمْلِ الكَوْمَحَيْن إِناخَةَ الْـ *** ـيَماني قِلاصاً، حَطَّ عنهنّ أَكْوُرا

والكثير كُورانٌ وكُؤُور؛ قال كُثَيِّر عَزَّة‏:‏

على جِلَّةٍ كالهَضْبِ تَخْتالُ في البُرى، فأَحْمالُها مَقْصورَةٌ وكُؤُورُها

قال ابن سيده‏:‏ وهذا نادر في المعتل من هذا البناء وإِنما بابه الصحيح

منه كبُنُودٍ وجُنُودٍ‏.‏ وفي حديث طَهْفَة‏:‏ بأَكْوارِ المَيسِ تَرْتَمِي

بنا العِيسُ؛ الأَكْوارُ جمع كُورٍ، بالضم،وهو رَحْل الناقة بأَداته، وهو كالسَّرْج وآلتِه للفرس، وقد تكرّر في الحديث مفرداً ومجموعاً؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وكثير من الناس يفتح الكاف، وهو خطأ؛ وقول خالد بن زهير

الهذلي‏:‏نَشَأْتُ عَسِيراً لم تُدَيَّثْ عَرِيكَتي، ولم يَسْتَقِرَّ فوقَ ظَهْرِيَ كُورُها

استعار الكُورَ لتذليل نفسه إِذ كان الكُورُ مما يذلل به البعير

ويُوَطَّأُ ولا كُورَ هنالك‏.‏ ويقال للكُورِ، وهو الرحل‏:‏ المَكْوَرُ، وهو المُكْوَرُّ، إِذا فتحت الميم خففت الراء، وإِذا ثقلت الراء ضممت الميم؛ وأَنشد

قول الشاعر‏:‏

قِلاص يَمانٍ حَطَّ عنهن مَكْوَرا

فخفف، وأَنشد الأَصمعي‏:‏

كأَنّ في الحََبْلَيْنِ من مُكْوَرِّه

مِسْحَلَ عُونٍ قَصَدَتْ لضَرِّهِ

وكُورُ الحَدَّاد‏:‏ الذي فيه الجَمْر وتُوقَدُ فيه النار وهو مبنيّ من طين، ويقال‏:‏ هو الزِّقُّ أَيضاً‏.‏ والكَوْرُ‏:‏ الإِبل الكثيرة العظيمة‏.‏

ويقال‏:‏ على فلان كَوْرٌ من الإِبل، والكَوْرُ من الإِبل‏:‏ العَطيِعُ الضَّخْم، وقيل‏:‏ هي مائة وخمسون، وقيل‏:‏ مائتان وأَكثر‏.‏ والكَوْرُ‏:‏ القطيع من البقر؛ قال ذؤيب‏:‏

ولا شَبُوبَ من الثِّيرانِ أَفْرَدَه، من كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغْراءِ والطَّرَدُ

والجمع منهما أَكْوار؛ قال ابن بري هذا البيت أَورده الجوهري‏:‏

ولا مُشِبَّ من الثِّيرانِ أَفْرَده، عن كَوْرِه، كَثْرَةُ الإِغراءِ والطَّرَدِ

بكسر الدال، قال‏:‏ وصوابه‏:‏ والطردُ، برفع الدال؛ وأَول القصيدة‏:‏

تالله يَبْقى على الأَيَّامِ مُبْتَقِلٌ، جَوْنُ السَّراةِ رَباعٌ، سِنُّه غَرِدُ

يقول‏:‏ تالله لا يبقى على الأَيَّام مُبْتَقِلٌ أَي الذي يَرْعى البقل‏.‏

والجَوْنُ‏:‏ الأَسْوَدُ‏.‏ والسَّراةُ‏:‏ الظَّهْر‏.‏ وغَرِدٌ‏:‏ مُصَوِّتٌ‏.‏ ولا

مُشِبَّ من الثيران‏:‏ وهو المُسِنّ أَفرده عن جماعته إِغراءُ الكلب به وطَرَدُه‏.‏ والكَوْرُ‏:‏ الزيادة‏.‏ الليث‏:‏ الكَوْرُ لَوْثُ العمامة يعني إِدارتها

على الرأْس، وقد كَوَّرْتُها تَكْوِيراً‏.‏ وقال النضر‏:‏ كل دارة من العمامة

كَوْرٌ، وكل دَوْرٍ كَوْرٌ‏.‏ وتكْوِيرُ العمامة‏:‏ كَوْرُها‏.‏ وكارَ

العِمامَةَ على الرأْس يَكُورُها كَوْراً‏:‏ لاثَها عليه وأَدارها؛ قال أَبو

ذؤيب‏:‏وصُرَّادِ غَيْمٍ لا يزالُ، كأَنه

مُلاءٌ بأَشْرافِ الجِبالِ مَكُورُ

وكذلك كَوَّرَها‏.‏ والمِكْوَرُ والمِكْوَرَةُ والكِوارَةُ‏:‏ العمامةُ‏.‏

وقولهم‏:‏ نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ، قيل‏:‏ الحَوْرُ النقصان والرجوع، والكَوْرُ‏:‏ الزيادة، أُخذ من كَوْرِ العمامة؛ يقول‏:‏ قد تغيرت حاله

وانتقضت كما ينتقض كَوْرُ العمامة بعد الشدّ، وكل هذا قريب بعضه من بعض، وقيل‏:‏

الكَوْرُ تَكْوِيرُ العمامة والحَوْرُ نَقْضُها، وقيل‏:‏ معناه نعوذ بالله من الرجوع بعد الاستقامة والنقصان بعد الزيادة‏.‏ وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يتعوّذ من الحَوْر بعد الكَوْرِ أَي من النقصان بعد

الزيادة، وهو من تَكْوِير العمامة، وهو لفها وجمعها، قال‏:‏ ويروى بالنون‏.‏

وفي صفة زرع الجنة‏:‏ فيبادِرُ الطَّرْفَ نَباتُه واستحصادُه وتَكْوِيرُه

أَي جَمْعُه وإِلقاؤه‏.‏

والكِوارَة‏:‏ خرقة تجعلها المرأَة على رأْسها‏.‏ ابن سيده‏:‏ والكِوارَةُ لوث

تَلْتاثه المرأَة على رأْسها بخمارها، وهو ضَرْبٌ من الخِمْرَةِ؛ وأَنشد‏:‏عَسْراءُ حينَ تَرَدَّى من تَفَحُّشِها، وفي كِوارَتِها من بَغْيِها مَيَلُ

وقوله أَنشده الأَصْمَعِيُّ لبعض الأَغْفال‏:‏

جافِيَة مَعْوى ملاث الكَوْر

قال ابن سيده‏:‏ يجوز أَن يعني موضع كَوْرِ العمامة‏:‏ والكِوارُ

والكِوارَة‏:‏ شيء يتخذ للنحل من القُضْبان، وهو ضيق الرأْس‏.‏

وتَكْوِيرُ الليل والنهار‏:‏ أَن يُلْحَقَ أَحدُهما بالآخر، وقيل‏:‏

تَكْوِيرُ الليل والنهار تَغْشِيَةُ كل واحد منهما صاحبه، وقيل‏:‏ إِدخال كل واحد

منهما في صاحبه، والمعاني متقاربة؛ وفي الصحاح‏:‏ وتَكْوِيرُ الليل على

النهار تَغْشيته إِياه، ويقال زيادته في هذا من ذلك‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

يُكَوِّرُ الليلَ على النهار ويُكَوِّرُ النهارَ على الليل؛ أَي يُدْخِلُ

هذا على هذا، وأَصله من تَكْوِيرِ العمامة، وهو لفها وجمعها‏.‏ وكُوِّرَتِ

الشمسُ‏:‏ جُمِعَ ضوءُها ولُفَّ كما تُلَفُّ العمامة، وقيل‏:‏ معنى كُوِّرَتْ

غُوِّرَتْ، وهو بالفارسية« كُورْبِكِرْ» وقال مجاهد‏:‏ كُوِّرَت اضمحلت

وذهبت‏.‏ ويقال‏:‏ كُرْتُ العمامةَ على رأْسي أَكُورُها وكَوَّرْتُها

أُكَوِّرُها إِذا لففتها؛ وقال الأَخفش‏:‏ تُلَفُّ فَتُمْحَى؛ وقال أَبو عبيدة‏:‏

كُوِّرَتْ مثل تَكْوِير العمامة تُلَفُّ فَتُمْحَى، وقال قتادة‏:‏ كُوِّرَتْ ذهب

ضوءُها، وهو قول الفراء، وقال عكرمة‏:‏ نُزِعَ ضوءُها، وقال مجاهد‏:‏

كُوِّرَتْ دُهْوِرَتْ، وقال الرَّبيعُ بن خَيثَمٍ‏:‏ كُوِّرَتْ رُميَ بها، ويقال‏:‏

دَهْوَرْتُ الحائطَ إِذا طرحته حتى يَسْقُطَ، وحكى الجوهري عن ابن عباس‏:‏

كُوِّرَتْ غُوِّرَتْ، وفي الحديث‏:‏ يُجاءُ بالشمس والقمر ثَوْرَيْنِ

يُكَوَّرانِ في النار يوم القيامة أَي يُلَفَّانِ ويُجْمَعانِ ويُلْقَيانِ

فيها، والرواية ثورين، بالثاء، كأَنهما يُمْسَخانِ؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وقد

روي بالنون، وهو تصحيف‏.‏

الجوهري‏:‏ الكُورَةُ المدينة والصُّقْعُ، والجمع كُوَرٌ‏.‏ ابن سيده‏:‏

والكُورَةُ من البلاد المِخْلافُ، وهي القرية من قُرَى اليمن؛ قال ابن دريد‏:‏

لا أَحْسِبُه عربيّاً‏.‏

والكارَةُ‏:‏ الحالُ الذي يحمله الرجل على ظهره، وقد كارها كَوْراً

واسْتَكارَها‏.‏ والكارَةُ‏:‏ عِكْمُ الثِّياب، وهو منه، وكارةُ القَصَّار من ذلك، سميت به لأَنه يُكَوِّر ثيابه في ثوب واحد ويحمِلها فيكون بعضُها على

بعض‏.‏ وكوّر المتاعَ‏:‏ أَلقى بعضه على بعض‏.‏ الجوهري‏:‏ الكارةُ ما يُحمل على

الظهر من الثِّياب، وتَكْوِيرُ المتاع‏:‏ جمعُه وشدّه‏.‏

والكارُ‏:‏ سُفُن مُنحدِرة فيها طعام في موضع واحد‏.‏ وضربه فكَوَّره أَي

صرَعه، وكذلك طعنه فكَوّرَه أَي أَلقاه مجتمعاً؛ وأَنشد أَبو عبيدة‏:‏

ضَرَبْناه أُمَّ الرَّأْسِ، والنَّقْعُ ساطِعٌ، فَخَرَّ صَرِيعاً لليَدَيْنِ مُكَوَّرَا

وكَوَّرْته فتكَوَّر أَي سقَط، وقد تكَوَّر هو؛ قال أَبو كبير الهذلي‏:‏

مُتَكَوِّرِينَ على المَعارِي، بينهم

ضرْبٌ كتَعْطاطِ المَزادِ الأَثْجَلِ

وقيل‏:‏ التَّكْوِير الصَّرْع، ضرَبه أَو لم يضربْه‏.‏ والاكتيارُ‏:‏ صرعُ

الشيءِ بعضُه على بعضٍ‏.‏ والاكْتِيار في الصِّراع‏:‏ أَن يُصرَع بعضه على بعض‏.‏

والتَّكَوُّر‏:‏ التَّقَطُّر والتَّشَمُّر‏.‏ وكارَ الرجلُ في مشْيته

كَوْراً، واسْتَكار‏:‏ أَسْرع‏.‏ والكِيار‏:‏ رَفْع الفَرس ذنبه في حُضْره؛ والكَيِّر‏:‏

الفرس إِذا فعل ذلك‏.‏ ابن بزرج‏:‏ أَكارَ عليه يضربه، وهما يَتَكايرانِ، بالياء‏.‏ وفي حديث المُنافق‏:‏ يَكِير في هذه مرّة وفي هذه مرّة أَي يجري‏.‏

يقال‏:‏ كارَ الفرسُ يَكِيرُ إِذا جرى رافعاً ذنبه، ويروى يَكْبِنُ‏.‏ واكْتار

الفرسُ‏:‏ رفع ذنَبه في عَدْوِه‏.‏ واكْتارَتِ الناقة‏:‏ شالت بذنَبها عند

اللِّقاح‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما حملنا ما جُهل من تصرّفه من باب الواو لأن الأَلف فيه عين، وانقلاب الأَلف عن العين واواً أَكثر من انقلابها عن

الياء‏.‏ ويقال‏:‏ جاء الفرس مُكْتاراً إِذا جاء مادّاً ذنبه تحت عَجُزِه؛ قال

الكميت يصف ثوراً‏:‏

كأَنه، من يَدَيْ قِبْطِيَّة، لَهِقاً

بالأَتْحَمِيّة مُكْتارٌ ومُنْتَقِبُ

قالوا‏:‏ هو من اكْتار الرجلُ اكْتِياراً إِذا تعمَّم‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏

اكْتارَتِ الناقة اكْتِياراً إِذا شالت بذنَبها بعد اللِّقاح‏.‏ واكْتار الرجل

للرجل اكْتِياراً إِذا تهيأَ لِسبابه‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ أَكَرْت على الرجل

أُكِيرُ كيارةً إِذا استذللته واستضعفته وأَحَلْت عليه إِحالة نحو

مائةٍ‏.‏ الكُورُ‏:‏ بناء الزَّنابير؛ وفي الصحاح‏:‏ موضِع الزَّنابير‏.‏

والكُوَّارات‏:‏ الخَلايا الأَهْلِيَّة؛ عن أَبي حنيفة، قال‏:‏ وهي الكَوائر أَيضاً على

مثال الكَواعِر؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَن الكَوائر ليس جمع كُوَّارة إِنما

هو جمع كُوَارة، فافهم، والكِوَار والكِوارة‏:‏ بيت يُتَّخذ من قُضبانٍ

ضيِّقُ الرأْس للنحل تُعَسِّلُ فيه‏.‏ الجوهري‏:‏ وكُوَّارة النحل عسلها في الشمَع‏.‏ وفي حديث عليّ، عليه السلام‏:‏ ليس فيما تُخْرِج أَكْوارُ النَّحْل

صدَقة، واحدها كُور، بالضم، وهو بيت النحل والزَّنابير؛ أَراد أَنه ليس في العسل صدقة‏.‏

وكُرْت الأَرض كَوْراً‏:‏ حفرتُها‏.‏

وكُور وكُوَيْرٌ والكَوْر‏:‏ جبال معروفة؛ قال الراعي‏:‏

وفي يَدُومَ، إِذا اغْبَرَّتْ مَناكِبُه، وذِرْوَةِ الكَوْرِ عن مَرْوانَ مُعْتَزَلُ

ودارَةُ الكَوْر، بفتح الكاف‏:‏ موضع؛ عن كُراع‏.‏ والمِكْوَرَّى‏:‏ القصير

العريض‏.‏ ورجل مِكْوَرَّى أَي لئيم‏.‏ والمَكْوَرَّى‏:‏ الرَّوْثة العظيمة، وجعلها سيبويه صفة، فسرها السيرافي بأَنه العظيم رَوثَةِ الأَنف، وكسر الميم

فيه لغة، مأْخوذ من كَوَّره إِذا جَمعه، قال‏:‏ وهو مَفْعَلَّى، بتشديد

اللام، لأَن فَعْلَلَّى لم يَجِئ، وقد يحذف الأَلف فيقال مَِكْوَرٌّ، والأُنثى في كل ذلك بالهاء؛ قال كراع‏:‏ ولا نظير له‏.‏ ورجل مَكْوَرٌّ‏:‏ فاحش

مكثار؛ عنه، قال‏:‏ ولا نظير له أَيضاً‏.‏ ابن حبيب‏:‏ كَوْرٌ أَرض باليمامة‏.‏

كير‏:‏ الكِيرُ‏:‏ كِيرُ الحدّاد، وهو زِقّ أَو جلد غليظ ذو حافاتٍ، وأَما

المبني من الطين فهو الكُورُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الكِير الزِّقّ الذي يَنْفُخ فيه

الحدّاد، والجمع أَكْيارٌ وكِيَرة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ مثَلُ الجلِيس السَّوْء

مثَلُ الكِير، هو من ذلك؛ ومنه الحديث‏:‏ المدينة كالكِيرِ تَنفي خَبَثها

ويَنْصَع طِيبُها؛ ولما فسر ثعلب قول الشاعر‏:‏

ترَى آنُفاً دُغماً قِباحاً، كأَنها

مَقادِيمُ أَكْيارٍ، ضخامَ الأَرانِب

قال‏:‏ مَقادِيم الكِيرانِ تسودُّ من النار، فكسَّر كِيراً على كيران، وليس ذلك بمعروف في كتب اللغة؛ إِنما الكِيران جمع الكُور، وهو الرّحْل، ولعل ثعلباً إِنما قال مَقادِيم الأَكْيار‏.‏ وكِير‏:‏ بلد؛ قال عروة بن الورد‏:‏إِذا حَلَّتْ بأَرض بني عليٍّ، وأَهْلُكَ بين إِمَّرَة وكِير

ابن بزرج‏:‏ أَكارَ عليه يضربه، وهُما يتكايران؛ بالياء‏.‏ وكِير‏:‏ اسم جبل‏.‏

لهبر‏:‏ ابن الأَثير‏:‏ في الحديث لا تَتَزَوَّجَنَّ لَهْبَرَةً؛ هي الطويلة

الهزيلة‏.‏

مار‏:‏ المِئْرَةُ، بالهمزة‏:‏ الذَّجْلُ والعَدَاوَةُ، وجمعها مِئَرٌ‏.‏

ومَئِرَ عليه وامْتَأَرَ‏:‏ اعْتَقَدَ عَداوتَه‏.‏ ومَأَرَ بينهم يَمْأَرُ

مَأْراً وماءَرَ بينهم مُماءَرَةً ومِئاراً‏:‏ أَفسد بينهم وأَغرى وعادى‏.‏

وماءَرْتُهُ مُماءَرَةً، على فاعَلْتُه، وامْتَأَر فلانٌ على فلان أَي احتقد

عليه‏.‏ ورجل مَئِرٌ وَمِئَرٌ‏:‏ مفسد بين الناس‏.‏

وتَمَاءَرُوا‏:‏ تفاخروا‏.‏ وماءَرَهُ وماءَرَةً‏:‏ فاخَرَهُ‏.‏ وماءَرَهُ في فِعْلِه‏:‏ ساواه؛ قال‏:‏

دَعْتْ ساقَ حُرٍّ، فانْتَحى مِثْلَ صَوْتِها

يُمائِرُها في فِعْله، وتُمائِرُهْ

وَتَماءَرَا‏:‏ تساويا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

تَماءَرْتُمُ في العِزِّ حَتَّى هَلَكْتُمُ، كما أَهْلَكَ الغارُ النِّساءَ الضَّرائِرا

وَأَمْرٌ مَئِرٌ وَمَئِيرٌ‏:‏ شديد‏.‏ يقال‏:‏ هم في أَمر مَئِرٍ أَي شديد‏.‏

وَمَأَرَ السِّقاءَ مَأْراً‏:‏ وَسَّعَه‏.‏

متر‏:‏ مَتَرَهُ مَتْراً‏:‏ قطعه‏.‏ ورأَيته يَتَماتَرُ أَي يتجاذب، وتَماتَرَتِ النارُ عند القَدْحِ كذلك‏.‏ قال الليثُ‏:‏ والنارُ إِذا قُدِحَتْ

رأَيتَها تَتَماتَرُ؛ قال أَبو منصور‏:‏ لم أَسمع هذا الحرف لغير الليث‏.‏

والمَتْرُ‏:‏ السَّلْحُ إِذا رُمي به‏.‏ وَمَتَرَ بِسَلْحِهِ إِذا رَمَى به مثل

مَتَحَ‏.‏ والمَتْرُ‏:‏ المَدُّ‏.‏ وَمَتَرَ الحَبْلَ يَمْتُرُهُ‏:‏ مَدَّهُ‏.‏ وامْتَرَّ

هو‏:‏ امْتَدَّ، قال‏:‏ وربما كني به عن البِضَاعِ‏.‏ والمَتْرُ‏:‏ لغة في البَتْرِ، وهو القطع‏.‏

مجر‏:‏ المَجْرُ‏:‏ ما في بُطون الحوامل من الإِبل والغنم؛ والمَجْرُ‏:‏ أن يُشْتَرَى ما في بطونها، وقيل‏:‏ هو أَن يشترى البعير بما في بطن الناقة؛ وقد أَمْجَرَ في البيع ومَاجَرَ مُمَاجَرَةً ومِجَاراً‏.‏ الجوهري‏:‏ والمَجْرُ

أَن يباع الشيء بما في بطن هذه الناقة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه نَهى عن

المَجْرِ أَي عن بيع المَجْرِ، وهو ما في البطون كنهيه عن الملاقيح، ويجوز أن يكون سُمِّي بَيعُ المَجْرِ مَجْراً اتساعاً ومجازاً، وكان من بِياعاتِ

الجاهلية‏.‏ وقال أَبو زيد‏:‏ المَجْرُ أَن يُبَاع البعير أَو غيره بما في بطن

الناقة، يقال منه‏:‏ أَمْجَرْتُ في البيع إِمْجَاراً مُمَاجَرَةً، ولا

يقال لما في البطن مَجْرٌ إِلا إِذا أَثْقَلَتِ الحامِلُ، فالمَجْرُ اسم

للحَمْلِ الذي في بطن الناقة، وحَمْلُ الذي في بطنها حَبَلُ الحَبَلَةِ‏.‏

ومَجِرَ من الماء واللَّبَنِ مَجَراً، فهو مَجِرٌ‏:‏ تَمَلأَ ولم يَرْوَ، وزعم يعقوب أَن ميمه بدل من نون نَجِرَ، وزعم اللحياني أَن ميمه بدل من باء بَجِرَ‏.‏ ويقال‏:‏ مَجِرَ ونَجِرَ إِذا عَطِشَ فأَكثر من الشرب فلم يَرْوَ، لأَنهم يبدلون الميم من النون، مثل نَخَجْتُ الدَّلْوَ ومَخَجْتُ‏.‏

ومَجِرَتِ الشاة مَجَراً وأَمْجَرَتْ وهي مُمْجِر إِذا عَظُمَ ولدها في بطنها فَهُزِلَتْ وثَقُلَت ولن تطق على القيام حتى تقام؛ قال‏:‏

تَعْوِي كِلابُ الحَيِّ مِنْ عُوَائها، وتَحْمِلُ المُمْجِرَ في كِسائها

فإِذا كان ذلك عادة لها فهي مِمْجَارٌ‏.‏

والإِمْجارُ في النُّوق مثلُه في الشاء؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ غيره‏:‏

والمَجَرُ، بالتحريك، الاسم من قولك أَمجرت الشاة، فهي مُمْجِرٌ، وهو أَن يعظم

ما في بطنها من الحمل وتكون مهزولة لا تقدر على النهوض‏.‏ ويقال‏:‏ شاة

مَجْرَةٌ، بالتسكين؛ عن يعقوب، ومنه قيل للجيش العظيم مَجْرٌ لِثِقَلِه

وضِخَمِه‏.‏ والمَجَرُ‏:‏ انتفاخ البطن من حَبَلٍ أَو حَبَنٍ؛ يقال‏:‏ مَجِرَ بطنها

وأَمْجَرَ، فهي مَجِرَةٌ ومُمْجِرٌ‏.‏ والإِمْجَارُ‏:‏ أَن تَلْقَحَ الناقةُ

والشاة فتَمْرَضَ أَو تَحْدَبَ فلا تقدر أَن تمشي وربما شق بطنها فأُخرج

ما فيه لِيُرَبُّوه‏.‏ والمَجَرُ‏:‏ أَن يعظم بطن الشاة الحامل فَتُهْزَلَ؛ يقال‏:‏ شاة مُمْجِرٌ وغَنَمٌ مَمَاجِرُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وقد صح أَن بطنَ

النعجة المَجِرَ‏.‏‏.‏‏.‏ شيء على حدة

وأَنه يدخل في البيوع الفاسدة، وأَن المَجَرَ شيء آخر، وهو انتفاخ بطن

النعجة إِذا هزلت‏.‏ وفي حديث الخليل، عليه السلام‏:‏ فيلتفت إِلى أَبيه وقد

مسخه الله ضِبْعَاناً أَمْجَرَ؛ الأَمْجَرُ‏:‏ العظيمُ البطنِ المهزولُ الجسم‏.‏

ابن شميل‏:‏ المُمْجِرُ الشاةُ التي يصيبها مرض أَو هُزال وتعسر عليها

الولادة‏.‏ قال‏:‏ وأَما المَجْرُ فهو بيع ما في بطنها‏.‏ وناقة مُمْجِرٌ إِذا

جازت وقتها في النِّتَاج؛ وأَنشد‏:‏

ونَتَجُوها بَعْدَ طُولِ إِمْجَار

وأَنشد شمر لبعض الأَعراب‏:‏

أَمْجَرْتَ إِرْباءً ببيعٍ غالِ، مُحَرَّمٍ عليك، لا حَلالِ

أَعْطَيْتَ كَبْشاً وارِم الطِّحَالِ، بالغَدَوِيَّاتِ وبالفِصَالِ

وعاجلاً بآجِلِ السِّخَالِ، في حَلَقِ الأَرْحامِ ذي الأَقْفَالِ

حَتَّى يُنَتَّجْنَ مِنَ المَبَالِ، ثُمَّتَ يُفْطَمْنَ على إِمْهَالِ؛ والمَجْرُ بَيْعُ اللَّحْمِ بالأَحْبالِ، لحُومِ جُزْرٍ غَثَّةٍ هِزَالِ

فَطائِم الأَغْنامِ والآبالِ، أَلعَيْنَ بالضِّمَارِ ذي الآجالِ

والشِّفَّ بالناقص لا تُبالي

والمِجَارُ‏:‏ العِقَالُ، والأَعْرَفُ الهِجَارُ‏.‏

وجَيْشٌ مَجْرٌ‏:‏ كثيرٌ جدّاً‏.‏ الأَصمعي‏:‏ المَجْرُ، بالتسكين، الجيش

العظيم المجتمع‏.‏ وما له مَجْرٌ أَي ما له عَقْلٌ‏.‏ وجعل ابن قتيبة تفسير نهيه

عن المَجْرِ غَلَطاً، وذهب بالمجْر إِلى الولد يعظم في بطن الشاة، قال

الأَزهري‏:‏ والصواب ما فسر أَبو زيد‏.‏ أَبو عبيدة‏:‏ المَجْرُ ما في بطن

الناقة، قال‏:‏ والثاني حَبَلُ الحَبَلَةِ، والثالث الغَمِيسُ؛ قال أَبو العباس‏:‏

وأَبو عبيدة ثقة‏.‏ وقال القتيبي‏:‏ هو المَجَرُ، بفتح الجيم؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وقد أُخذ عليه لأَن المَجَرَ داء في الشاء وهو أَن يعظم بطن الشاة

الحامل فتهزل وربما رَمَتْ بولدها، وقد مجَرَتْ وأَمْجَرَتْ‏.‏ وفي الحديث‏:‏

كلُّ مَجْرٍ حَرَامٌ؛ قال‏:‏

أَلَمْ تَكُ مَجْراً لا تَحِلُّ لِمُسْلِمٍ، نهاه أَمِيرُ المِصْرِ عَنْهُ وعامِلُهْ‏؟‏

ابن الأَعرابي‏:‏ المَجْرُ الولد الذي في بطن الحامل‏.‏ والمَجْرُ‏:‏ الرِّبا‏.‏

والمَجْرُ‏:‏ القِمَارُ‏.‏ والمُحاقَلَةُ والمُزابَنَةُ يقال لهما‏:‏ مَجْر‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ فهؤلاء الأثمة أَجمعوا في تفسير المجر، بسكون الجيم، على

شيء واحد إِلا ما زاد ابن الأَعرابي على أَنه وافقهم على أَن المجر ما في بطن الحامل وزاد عليهم أَن المجر الربا‏.‏ وأَما المَجَرُ فإِن المنذريَّ

أَخبر عن أَبي العباس أَنه أَنشده‏:‏

أَبْقَى لَنا اللهُ وتَقْعِيرَ المَجَرْ

قال‏:‏ والتقعير أَن يسقط

فيذهب‏.‏

الجوهري‏:‏ وسئل ابنُ لِسانِ الحُمَّرَةِ عن الضأْن فقال‏:‏ مالُ صِدْقٍ

قَرْيَةٌ لا حُمَّى

بها إِذا أَفلتت من مَجَرَتَيها؛ يعني من المَجَرِ في الدهر الشديد والنشر، وهو أَن تنتشر بالليل فتأْتي عليها السباع، فسماهما مَجَرَتَيْنِ كما يقال القمران والعمران، وفي نسخة بُنْدارٍ‏:‏

حَزَّتَيْها‏.‏ وفي حديث أَبي هريرة‏:‏ الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمثالها والصومُ لي

وأَنا أَجْزي به، يَذَرُ طَعامَه وشرابه مِجَرايَ أَي من أَجلي، وأَصله

مِنْ جَرَّايَ، فحذف النون وخفف الكلمة؛ قال ابن الأَثير‏:‏ وكثيراً ما يرد

هذا في حديث أَبي هريرة‏.‏

محر‏:‏ الليث‏:‏ المَحَارَةُ دابة في الصَّدَفَيْنِ، قال‏:‏ ويسمى باطن الأُذن

مَحارَةً، قال‏:‏ وربما قالوا لها

محارة بالدابة والصدفين‏.‏ وروي عن الأَصمعي قال‏:‏ المحارةُ

الصَّدَفَةُ‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ ذكر الأَصمعي وغيره هذا الحرف أَعني المحارة في باب حار

يحور، فدل ذلك على أَنه مَفْعَلَةٌ وأَن الميم ليست بأَصلية، قال‏:‏

وخالفهم الليث فوضع المحارة في باب محر، قال‏:‏ ولا نعرف محر في شيء من كلام

العرب‏.‏

مخر‏:‏ مَخَرَتِ السفينةُ تَمْخَرُ وتَمْخُر مَخْراً ومُخُوراً‏:‏ جرت

تَشُقُّ الماءَ مع صوت، وقيل‏:‏ استقبلتِ الريح في جريتها، فَهي ماخِرَةٌ‏.‏

ومَخَرَتِ السفينةُ مَخْراً إِذا استقبلتَ بها الريح‏.‏ وفي التنزيل‏:‏ وترى

الفُلْكَ فيه مَوَاخِرَ؛ يعني جَوارِيَ، وقيل‏:‏ المواخر التي تراها مُقْبِلةً

ومُدْبِرةً بريح واحدة، وقيل‏:‏ هي التي تسمع صوت جريها، وقيل‏:‏ هي التي تشق

الماء، وقال الفراء في قوله تعالى مواخر‏:‏ هو صوت جري الفلك بالرياح؛ يقال‏:‏ مَخَرَتْ تَمْخُرُ وتَمْخَرُ؛ وقيل‏:‏ مواخِرَ جوارِيَ‏.‏ والماخِرُ‏:‏ الذي

يشق الماء إِذا سبَح؛ قال أَحمد بن يحيى‏:‏ الماخرة السفينة التي تَمْخَرُ

الماء تدفعه بصدرها؛ وأَنشد ابن السكيت‏:‏

مُقَدِّمات أَيْدِيَ المَواخِرِ

يصف نساء يتصاحبن ويستعن بأَيديهن كأَنهن يسبحن‏.‏ أَبو الهيثم‏:‏ مَخْرُ

السفينةِ شَقُّها الماء بصدرها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لَتَمْخَرَنَّ الرُّومُ الشامَ

أَربعين صباحاً؛ أَراد أَنها تدخل الشام وتخوضه وتَجُوسُ خِلالَه وتتمكن

فيه فشبهه بمَخْرِ السفينةِ البحرَ‏.‏ وامتخر الفرسُ الريحَ واستمخرها‏:‏

قابلها بأَنفه ليكون أَرْوَحَ لنَفْسِه؛ قال الراجز يصِفُ الذِّئْبَ‏:‏

يَسْتَمْخِرُ الرِّيحَ إِذا لمْ يسْمَعِ، بمِثْلِ مِقْراعِ الصَّفا المُوَقَّعِ

وفي الحديث‏:‏ إِذا أَراد أَحدُكم البَوْلَ فَلْيَتَمَخَّرِ الرِّيحَ أَي

فلينظُرْ من أَين مَجْراها فلا يستقبلَها كي لا تَرُدَّ عليه البول

ويَتَرَشَّشَ عليه بَوْلُه ولكن يستدبرُها‏.‏ والمَخْرُ في الأَصل‏:‏ الشَّقُّ‏.‏

مَخَرَتِ السفينةُ الماءَ‏:‏ شقَّتْه بِصَدْرها وجَرَتْ‏.‏ ومَخَرَ الأَرضَ

إِذا شقها للزراعة‏.‏ وقال ابن شميل في حديث سراقة‏:‏ إِذا أَتيتم الغائط

فاسْتَمْخِرُوا الريح؛ يقول‏:‏ اجعلوا ظُهورَكُم إِلى الريحِ عند البول لأَنه

إِذا ولاها ظهره أَخذَتْ عن يمينه ويساره فكأَنه قد شقها به‏.‏ وفي حديث الحرث

بن عبد الله بن السائب قال لنافع ابن جبير‏:‏ من أَين‏؟‏ قال‏:‏ خرجتُ

أتَمَخَّرُ الريحَ، كأَنه أَراد أَسْتَنْشِقُها‏.‏ وفي النوادر‏:‏ تَمَخَّرَتِ الإِبلُ

الريحَ إِذا استَقْبَلَتْها واستنْشَتْها، وكذلك تَمَخَّرت الكلأَ إِذا

استقبلَتْه‏.‏ ومَخَرْتُ الأَرضَ أَي أَرْسَلْتُ فيها الماء‏.‏ ومَخَرَ

الأَرضَ مَخْراً‏:‏ أَرْسَلَ في الصيْفِ فيها الماءَ لِتَجُودَ، فهي

مَمْخُورَةٌ‏.‏ ومَخَرَتِ الأَرضُ‏:‏ جادَت وطابَتْ من ذلكَ الماءِ‏.‏ وامْتَخَرَ الشيءَ‏:‏

اخْتارَه‏.‏ وامْتَخَرْتُ القومَ أَي انتَقَيْتُ خِيارَهُم ونُخْبَتَهم؛ قال الراجز‏:‏

مِنْ نُخْبَةِ الناسِ التي كانَ امْتَخَرْ

وهذا مِخْرَةُ المال أَي خِيارُه‏.‏ والمِخْرَةُ والمُخْرَةُ، بكسر الميم

وضمها‏:‏ ما اخْتَرْتَه، والكَسْرُ أَعلى‏.‏ ومَخَرَ البيْتَ يَمْخَرُه

مَخْراً‏:‏ أَخَذَ خِيارَ متاعِه فذهب به‏.‏ ومَخَرَ الغُرْزُ الناقَةَ يَمْخَرُها

مَخْراً إِذا كانت غَزِيرَةً فأُكْثِرَ حَلْبُها وجَهَدَها ذلكَ

وأَهْزَلَها‏.‏ وامْتَخَرَ العَظْمَ‏:‏ استخرَجَ مُخَّه؛ قال العجاج‏:‏

مِنْ مُخَّةِ الناس التي كان امْتَخر

واليُمْخُور واليَمْخُور‏:‏ الطويل من الرجال، الضمُّ على الإِتباع، وهو من الجمال الطَّوِيلُ العُنُقِ‏.‏ وعُنُقٌ يَمْخُورٌ‏:‏ طويلٌ‏.‏ وجَمَلٌ

يَمْخُورُ العُنُقِ أَي طويله؛ قال العجاج يصف جملاً‏:‏

في شَعْشَعانٍ عُنُق يَمْخُور، حابي الحُيودِ فارِض الحُنْجور

وبعض العرب يقول‏:‏ مَخَرَ الذئبُ الشاةَ إِذا شَقَّ بَطْنَها‏.‏

والماخُورُ‏:‏ بَيْتُ الريبة، وهو أَيضاً الرجل الذي يَلي ذلك البيتَ

ويقود إِليه‏.‏ وفي حديث زياد حين قَدِمَ البصرةَ أَميراً عليها‏:‏ ما هذه

المَواخِيرُف الشرابُ عليه حَرامٌ حتى تُسَوَّى بالأَرضِ هَدْماً وإِحْراقاً؛ هي جمع ماخُورٍ، وهو مَجْلِسُ الرِّيبَةِ ومَجْمَعُ أَهلِ الفِسْقِ

والفَسادِ وبُيوتُ الخَمَّارِينَ، وهو تعريب مَيْ خُور، وقيل‏:‏ هو عربي لتردّد

الناس إِليه من مَخْرِ السفينةِ الماءِ‏.‏

وبَناتُ مَخْرٍ‏:‏ سَحائِبُ يَأْتِينَ قُبُلَ الصَّيْفِ مُنْتَصِباتٌ

رِقاقٌ بِيضٌ حسانٌ وهُنَّ بنات المَخْرِ؛ قال طرفة‏:‏

كَبَناتِ المَخْرِ يَمْأَدْنَ، كما

أَنْبَتَ الصَّيْفُ عَسالِيجَ الخَضِرْ

وكل قطعة منها على حيالها‏:‏ بنات مخر؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

كأَن بناتِ المَخْرِ، في كُرْزِ قَنْبَرٍ، مَوَاسِقُ تَحْدُوهُنَّ بالغَوْرِ شَمْأَلُ

إِنما عنى ببناتِ المَخْر النَّجْمَ؛ شبَّهَه في كُرْزِ هذا العَبْدِ

بهذا الضَّرْبِ من السَّحابِ؛ قال أَبو علي‏:‏ كان أَبو بكر محمد بن السَّرِيِّ يَشْتَقُّ هذا من البُخارِ، فهذا يَدُلُّك على أَنّ الميم في مَخْرٍ

بدل من الباء في بَخْر؛ قال‏:‏ ولو ذَهَب ذاهِبٌ إِلى أَن الميم في مخر

أَصْلٌ أَيضاً غَيْرُ مُبْدَلَةٍ على أَن تجعله من قوله عزَّ اسمه‏:‏ وترى

الفُلك فيه مواخِرَ، وذلك أَن السحابَ كأنها تَمْخَرُ البحر لأَنها فيما

تَذْهَبُ إِليْهِ عنه تَنْشَأُ ومنه تَبْدَأُ، لكان مصيباً غيرَ مُبْعِدٍ؛ أَلا ترى إِلى قول أَبي ذؤيب‏:‏

شَرِبْنَ بِماء البَحْرِ، ثم تَرَفَّعَتْ

مَتى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيجُ

مدر‏:‏ المَدَرُ‏:‏ قِطَعُ الطينِ اليابِسِ، وقيل‏:‏ الطينُ العِلْكُ الذي لا

رمل فيه، واحدته مَدَرَةٌ؛ مأَما قولُهُم الحِجارَةُ والمِدارَةُ فعَلى

الإِتْباعِ ولا يُتَكَلَّم به وجَدَه مُكَسَّراً على فِعالَة، هذا معنى

قول أَبي رياش‏.‏

وامْتَدَر المَدَرَ‏:‏ أَخَذَه‏.‏ ومدَرَ المكانَ يَمْدُرُهُ مَدْراً

ومَدَّرَه‏:‏ طانَه‏.‏ ومَكانٌ مَدِيرٌ‏:‏ مَمْدُورٌ‏.‏ والمَدْرُ لِلْحَوْضِ‏:‏ أن تُسَدَّ خصاصُ حِجارَتِه بالمَدَرِ، وقيل‏:‏ هو كالْقَرْمَدَةِ إِلا أن القَرْمَدَةَ بالجِصِّ والمدْر بالطين‏.‏ التهذيب‏:‏ والمَدْرُ تَطْيينُك وجْهَ

الحَوْضِ بالطين الحُرّ لئلا يَنْشَفَ‏.‏ الجوهري‏:‏ والمَدَرَةُ، بالفتح، الموضع الذي يُؤخَذُ مِنهُ المَدَرُ فَتُمْدَرُ به الحِياضُ أَي يُسَدُّ

خَصاصُ ما بَيْنَ حِجارَتِها‏.‏ ومَدَرْتُ الحَوْضَ أَمْدُرُه أَي أَصلحته

بالمَدَرِ‏.‏ وفي حديث جابر‏:‏ فانطلق هو وجَبَّارُ بن صخر فنزعا في الحض

سَجْلاً أَو سَجْلَيْن ثم فَدَاره أَي طَيَّناه وأَصلحاه بالمدر، وهو الطين

المتماسك، لئلا يخرج منه الماء؛ ومنه حديث عمر وطلحة في الإِحرام‏:‏ إِنما هو مَدَرٌ أَي مَصْبُوغٌ بالمَدَرِ‏.‏

والمِمْدَرَةُ والمَمْدَرَةُ، الأَخيرة نادرة‏:‏ موضع فيه طين حُرٌّ

يُسْتَعَدُّ لذلك؛ فأَما قوله‏:‏

يا أَيُّها السَّاقي، تَعَجَّلْ بِسَحَرْ، وأَفْرِغِ الدَّلْو على غَيْر مَدَرْ

قال ابن سيده‏:‏ أَراد بقوله على غير مدر أَي على غير إصلاح للحوض؛ يقول‏:‏

قد أَتتك عِطاشاً فلا تنتظر إِصلاح الحوض وأَنْ يَمْتَلئَ فَصُبَّ على

رُؤوسها دَلْواً دلواً؛ قال‏:‏ وقال مرة أُخرى لا تصبه على مَدَرٍ وهو القُلاعُ فَيذُوبَ ويَذْهَبَ الماء‏:‏ قال‏:‏ والأَوّل أَبين‏.‏ ومَدَرَةُ الرجلِ‏:‏

بَيْتُه‏.‏

وبنو مَدْراءَ‏:‏ أَهل الحَضَر‏.‏ وقول عامر للنبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ لنا

الوَبَرُ ولكُمُ المَدَرُ؛ إِنما عن به المُدُنَ أَو الحَضَرَ لأن مبانيها إِنما هي بالمَدَرِ، وعنى بالوبر الأَخبية لأَن أَبنية البادية

بالوبر‏.‏ والمَدَرُ‏:‏ ضِخَمُ البِطْنَةِ‏.‏ ورجل أَمْدَرُ‏:‏ عظيمُ البَطْنِ

والجنْبَيْنِ مُتَتَرِّبُهما، والأُنثى مَدْراءُ‏.‏ وضَبُعٌ مَدْراءُ‏:‏ عظيمةُ

البَطْنِ‏.‏

وضِبْعانٌ أَمْدَرُ‏:‏ على بَطْنِه لُمَعٌ من سَلْحِه‏.‏ ورجل أَمْدَرُ

بيِّن المدَر إِذا كان منتفخ الجنبين‏.‏ وفي حديث إِبراهيم النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ أَنه يأْتيه أَبوه يوم القيامة فيسأَلُه أَن يشفَعَ له فيلتفتُ

إِليه فإِذا هو بِضِبْعانٍ أَمْدَرَ، فيقول‏:‏ ما أَنت بأَبي قال أَبو

عبيد‏:‏ الأَمدَرُ المنتفِخُ الجنبين العظيمُ البطْنِ؛ قال الراعي يصف إِبلاً

لها قَيِّم‏:‏

وقَيِّمٍ أَمْدَرِ الجَنْبَيْن مُنْخَرِقٍ

عنه العَباءَةُ، قَوَّام على الهَمَلِ

قوله أَمدر الجنبين أَي عظيمهما‏.‏ ويقال‏:‏ الأَمْدَرُ الذي قد تَتَرَّبَ

جنباه من المَدَر، يذهب به إِلى التراب، أَي أَصابَ جسدَه الترابُ‏.‏ قال

أَبو عبيد‏:‏ وقال بعضهم الأَمْدَرُ الكَثيرُ الرَّجيع الذي لا يَقْدِرُ على

حَبْسه؛ قال‏:‏ ويستقيم أَن يكون المعنيان جميعاً في ذلك الضِّبْعان‏.‏ ابن شميل‏:‏ المَدْراءُ من الضِّباعِ التي لَصِقَ بِها بَوْلُها‏.‏ ومَدِرَتِ

الضَّبُعُ إِذا سَلَحَتْ‏.‏ الجوهري‏:‏ الأَمْدَرُ من الضباع الذي في جسده لُمَعٌ

من سَلْحِه ويقال لَوْنٌ له‏.‏ والأَمْدَرُ‏:‏ الخارئُ في ثيابه؛ قال مالك

بن الريب‏:‏

إِنْ أَكُ مَضْرُوباً إِلى ثَوْبِ آلِفٍ

منَ القَوْمِ، أَمْسى وَهْوَ أَمْدَرُ جانِبه ومادِرٌ؛ وفي المثل‏:‏ أَلأَمُ من مادِرٍ، هو جد بني هلال بن عامر، وفي الصحاح‏:‏ هو رجل من هلال بن عامر بن صَعْصَعَةَ لأَنه سقى إِبله فبقي في أَسفل الحوْضِ ماء قليل، فَسَلَحَ فيه ومدَرَ به حَوْضَهُ بُخْلاً أن يُشْرَبَ مِن فَضْلِه؛ قال ابن بري‏:‏ هذا هلال جدّ لمحمد بن حرب الهلالي، صاحب

شرطة البصرة، وكانت بنو هلال عَيَّرَتْ بني فَزارَة بأَكل أَيْرِ

الحِمار، ولما سمعت فزارة بقول الكميت بن ثعلبة‏:‏

نَشَدْتُكَ يا فزارُ، وأَنت شيْخٌ، إِذا خُيِّرْتَ تُخطئُ في الخِيارِ

أَصَيْحانِيَّةٌ أُدِمَتْ بِسَمن أَحَبُّ إِليكَ أَمْ أَيْرُ الحمارِ‏؟‏

بَلى أَيْرُ الحِمارِ وخُصْيَتاهُ، أَحَبُّ إِلى فَزارَةَ مِنْ فَزَارِ

قالت بنو فزارة‏:‏ أَليس منكم يا بَني هِلالٍ مَنْ قرى في حوضه فسقى

إِبله، فلما رَوِيَتْ سلح فيه ومدره بخلاً أَن يُشرب منه فضلُهُف وكانوا جعلوا

حَكَماً بينهم أَنس بن مُدْرِك، فقضى على بني هلال بعظم الخزي، ثم إِنهم

رمَوْا بني فَزَارَةَ بِخِزْيٍ آخرَ، وهو إِتيان الإِبل؛ ولهذا يقول

سالم بن دارَة‏:‏

لا تأْمَنَنَّ فزارِيًّا، خَلَوْتَ به، على قَلُوصِكَ، واكْتُبْها بِأَسْيارِ

لا تَأْمَنَنْهُ ولا تَأْمَنْ بَوائِقَه، بَعد الَّذي امْتَكَّ أَيْرَ العَيْرِ في النَّارِ

فقال الشاعر‏:‏

لَقَدْ جَلَّلَتْ خِزْياً هِلالُ بنُ عامِرِ، بَني عامِرٍ طُرًّا، بِسَلْحةِ مادِرِ

فأُفٍّ لَكُم لا تَذكُروا الفَخْرَ بَعْدَها، بني عامِرٍ، أَنْتُمْ شِرارُ المَعاشِرِ

ويقال للرجل أَمْدَرُ وهو الذي لا يَمْتَسِحُ بالماء ولا بالحجر‏.‏

والمَدَرِيَّةُ‏:‏ رِماحٌ كانت تُرَكَّبُ فيها القُرونُ المُحدّدةُ مكانَ

الأَسِنَّة؛ قال لبيد يصف البقرة والكلاب‏:‏

فَلحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَها مَدَرِيَّةٌ، كالسَّمْهَرِيَّةِ حَدُّها وتَمامُها

يعني القرون‏.‏

ومَدْرَى‏:‏ مَوْضِعٌ

وثَنِيَّةُ مِدْرانَ‏:‏ من مَساجِدِ رسولِ الله،صلى الله عليه وسلم، بين المدينة

وتَبُوكَ‏.‏ وقال شمر‏:‏ سمعت أَحمد بن هانئ يقول‏:‏ سمعت خالد بن كلثوم يروي

بيت عمرو بن كلثوم‏:‏

ولا تُبْقِي خُمُورَ الأَمْدَرِينَا

بالميم، وقال‏:‏ الأَمْدَرُ الأَقْلَفُ، والعرب تسمي القَرْيَةَ المبنية

بالطين واللَّبِنِ المَدَرَةَ، وكذلك المدينة الضخْمةُ يقال لها

المَدَرَةُ، وفي الصحاح‏:‏ والعرب تسمي القرية المَدَرَةَ؛ قال الراجز يصف رجلاً

مجتهداً في رَعْيَهِ الإِبل يقوم لوردها من آخر الليل لاهتمامه بها‏:‏

شَدَّ على أَمْرِ الوُرُودِ مِئْزَرَهْ، لَيْلاً، وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ

والأَذِينُ ههنا‏:‏ المُؤَذِّن؛ ومنه قول جرير‏:‏

هَلْ تَشْهَدُونَ مِنَ المشاعِرِ مَشْعَراً، أَوْ تَسْمَعُونَ لَدَى الصَّلاةِ أَذِينا‏؟‏

ومَدَر‏:‏ قرية باليمن، ومنه فلان المَدَرِيُّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَحَبُّ

إِليَّ من أَن يكونَ لي أَهْلُ الوَبَرِ والمَدَرِ؛ يريد بأَهْلِ المَدَرِ

أَهْلَ القُرَى والأَمْصارِ‏.‏ وفي حديث أَبي ذرّ‏:‏ أَمَا إِنَّ العُمْرَةَ

مِنْ مَدَرِكم أَي من بَلَدكم‏.‏ ومَدَرَةُ الرجلِ‏:‏ بَلْدَتُه؛ يقول‏:‏ من أرادَ

العُمْرَةَ ابْتَدَأَ لها سَفَراً جديداً من منزله غيرَ سفَرِ الحج، وهذا على الفضِيلة لا الوجوب‏.‏

مذر‏:‏ مَذِرَتِ البيْضَةُ مَذَراً إِذا غَرْقَلَتْ، فهي مَذِرَةٌ‏:‏

فَسَدَتْ، وأَمْذَرَتْها الدَّجاجَةُ‏.‏ وإِذا مَذِرَتِ البيضةُ فهي الثَّعِطَةُ‏.‏

وامْرَأَةٌ مَذِرَةٌ قَذِرَةٌ‏:‏ رائحتها كرائحة البيضة المَذِرَةِ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ شَرُّ النساء المَذِرَةُ الوذِرَةُ؛ المذَرُ‏:‏ الفسادُ؛ وقد

مَذِرَتْ تَمْذَرُ، فهي مَذِرَةٌ؛ ومنه‏:‏ مَذِرَتِ البيضةُ أَي فَسدَتْ‏.‏

والتَّمَذُّرُ‏:‏ خُبْثُ النفْس‏.‏ ومَذِرَت نَفْسُه ومَعِدَتُه مذَراً

وتَمَذَّرَتْ‏:‏ خَبُثَتْ وفسدت؛ قال شوّال بن نعيم‏:‏

فَتَمَذَّرَتْ نَفْسِي لِذاك، ولَم أَزَلْ

مَذِلاً نَهارِي كُلَّه حَتَّى الأُصُلْ

ويقال‏:‏ رأَيت بيضةً مَذِرَةً فَمَذِرَتْ لذلك نفسي أَي خبثت‏.‏

وذهبَ القَوْمُ شَذَرَ مَذَرَ وشِذَرَ مِذَرَ أَي متفرّقين‏.‏ ويقال‏:‏

تفرقت إِبله شَذَر مَذَر وشِذَرَ مِذَرَ إِذا تفرقت في كل وجه، ومَذَرَ

إِتباع‏.‏ ورجل هَذِرٌ مَذِرٌ‏:‏ إِتباع‏.‏

والأَمْذَرُ‏:‏ الذي يكثر الاختلاف إِلى الخلاء‏.‏ قال شمر‏:‏ قال شيخ من بني

ضبة‏:‏ المُمْذَقِرُّ من اللبن يَمَسُّه الماءُ فَيَتَمَذَّرُ، قلت‏:‏ وكيف

يَتَمَذَّر‏؟‏ فقال‏:‏ يُمَذِّرُه الماء فيتفرق؛ قال‏:‏ ويَتَمَذَّرُ يتفرّق، قال‏:‏ ومنه قوله‏:‏ تفرّق القومُ شذر مذر‏.‏

مذقر‏:‏ امْذَقَرَّ اللبَنُ واذْمَقَرَّ‏:‏ تَقَطَّع وتفلَّقَ، والثانية

أَعرف، وكذلك الدم؛ وقيل‏:‏ المُمْذَقِرُّ المختلط‏.‏ ابن شميل‏:‏ الممذقرّ اللبن الذي تفلَّق شيئاً فإِذا مُخِضَ اسْتَوى‏.‏ ولَبَنٌ مُمْذَقِرٌّ إِذا

تَقَطَّع حَمْضاً‏.‏ غيره‏:‏ المُمْذَقِرُّ اللبن المُتَقَطِّع‏.‏ يقال‏:‏ امذقَرَّ

الرائبُ امْذِقْراراً إِذا انْقَطَعَ وصار اللبن ناحية والماء ناحية‏.‏ وفي حديث عبد الله بن خَبَّاب‏:‏ أَنه لما قتله الخوارج بالنَّهْروان سال دمه في النهر فما امْذَقَرّ دمُه بالماء وما اختلط، قال الراوي‏:‏ فأَتبعته بصري

كأَنه شِراكٌ أَحمر؛ قال أَبو عبيد‏:‏ معناه أَنه ما اختلط ولا امتزج بالماء؛ وقال محمد بن يزيد‏:‏ سال في لماء مستطيلاً، قال‏:‏ والأَوّل أَعرف؛ وفي التهذيب‏:‏ قال أَبو عبيد معناه أَنه امتزج بالماء؛ وقال شمر‏:‏ الامْذِقرارُ

أَن يجتمع الدم ثم يَتَقَطَّعَ قِطَعاً ولا يختلط بالماءِ؛ يقول‏:‏ فلم يكن

كذلك ولكنه سال وامتزج بالماء؛ وقال أَبو النضر هاشم بن القاسم‏:‏ معنى قوله

فما امْذَقَرَّ دَمُه أَي لم يتفرّق في الماء ولا اختلط؛ قال الأَزهري‏:‏

والأَوّل هو الصواب، قال‏:‏ والدليل على ذلك قوله‏:‏ رأَيت دمَه مثل

الشِّراكِ في الماء، وفي النهاية في سياق الحديث‏:‏ أَنه مر فيه كالطريقة الواحدة

لم يختلط به، ولذلك شبهه بالشراك الأَحْمَرِ، وهو سَير من سُيُورِ النعل؛ قال‏:‏ وقد ذكر المبرد هذا الحديث في الكامل، قال‏:‏ فأَخذوه وقرّبوه إِلى

شاطئ النهر فذبحوه فامْذَقَرَّ دَمُه أَي جَرى مستطيلاً متفرقاً، قال‏:‏

هكذا رواه بغير حرف النفي، ورواه بعضهم فما ابْذَقَرَّ دَمُه، وهي لغة، معناه ما تَفَرَّق ولا تَمَذَّر؛ ومثله قوله‏:‏ تَفَرَّق القَوْمُ شَذَرَ

مَذَر؛ قال‏:‏ والدليل على ما قلناه ما رواه أَبو عبيد عن الأَصمعي‏:‏ إِذا انقطع

اللبن فصار اللبن ناحية والماء ناحية فهو مُمْذَقِرٌّ‏.‏

مرر‏:‏ مَرَّ عليه وبه يَمُرُّ مَرًّا أَي اجتاز‏.‏ ومَرَّ يَمُرُّ مرًّا

ومُروراً‏:‏ ذهَبَ، واستمرّ مثله‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ مرَّ يَمُرُّ مَرًّا

ومُروراً جاء وذهب، ومرَّ به ومَرَّه‏:‏ جاز عليه؛ وهذا قد يجوز أَن يكون مما

يتعدَّى بحرف وغير حرف، ويجوز أَن يكون مما حذف فيه الحرف فأَُوصل الفعل؛ وعلى هذين الوجهين يحمل بيت جرير‏:‏

تَمُرُّون الدِّيارَ ولَمْ تَعُوجُوا، كَلامُكُمُ عليَّ إِذاً حَرَامُ

وقال بعضهم‏:‏ إِنما الرواية‏:‏

مررتم بالديار ولم تعوجوا

فدل هذا على أَنه فَرقَ من تعدّيه بغير حرف‏.‏ وأَما ابن الأَعرابي فقال‏:‏

مُرَّ زيداً في معنى مُرَّ به، لا على الحذف، ولكن على التعدّي الصحيح، أَلا ترى أَن ابن جني قال‏:‏ لا تقول مررت زيداً في لغة مشهورة إِلا في شيء

حكاه ابن الأَعرابيف قال‏:‏ ولم يروه أَصحابنا‏.‏

وامْتَرَّ به وعليه‏:‏ كَمَرّ‏.‏ وفي خبر يوم غَبِيطِ المَدَرَةِ‏:‏

فامْتَرُّوا على بني مالِكٍ‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ فلما تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً

خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِه؛ أَي استمرّت به يعني المنيّ، قيل‏:‏ قعدت وقامت فلم يثقلها‏.‏

وأَمَرَّهُ على الجِسْرِ‏:‏ سَلَكه فيه؛ قال اللحياني‏:‏ أَمْرَرْتُ فلاناً

على الجسر أُمِرُّه إِمراراً إِذا سلكت به عليه، والاسم من كل ذلك

المَرَّة؛ قال الأَعشى‏:‏

أَلا قُلْ لِتِيَّا قَبْلَ مَرَّتِها‏:‏ اسْلَمي

تَحِيَّةَ مُشْتاقٍ إِليها مُسَلم وأَمَرَّه بِه‏:‏ جَعَله يَمُرُّه‏.‏ ومارَّه‏:‏ مَرَّ معه‏.‏ وفي حديث الوحي‏:‏

إِذا نزل سَمِعَتِ الملائكةُ صَوْتَ مِرَارِ السِّلْسِلَةِ على الصَّفا

أَي صوْتَ انْجِرارِها واطِّرادِها على الصَّخْرِ‏.‏ وأَصل المِرارِ‏:‏

الفَتْلُ لأَنه يُمَرُّ

أَي

يُفْتل‏.‏ وفي حديث آخر‏:‏ كإِمْرارِ الحدِيدِ على الطَّسْتِ الجَدِيدِ؛ أَمْرَرْتُ الشيءَ أُمِرُّه إِمْراراً إِذا جعلته يَمُرُّ أَي يذهب، يريد

كجَرِّ الحَدِيدِ على الطسْتِ؛ قال‏:‏ وربما رُوِيَ الحديثُ الأَوّلُ‏:‏ صوتَ

إِمْرارِ السلسة‏.‏

واستمر الشيءُ‏:‏ مَضى على طريقة واحدة‏.‏ واستمرَّ بالشيء‏:‏ قَوِيَ على

حَمْلِه‏.‏ ويقال‏:‏ استمرّ مَرِيرُه أَي استحك عَزْمُه‏.‏ وقال الكلابيون‏:‏

حَمَلَتْ حَمْلاً خَفيفاً فاسْتَمَرَّتْ به أَي مَرَّتْ ولم يعرفوا‏.‏ فمرتْ به؛ قال الزجاج في قوله فمرّت به‏:‏ معناه استمرتّ به قعدت وقامت لم يثقلها فلما

أثقلت أَي دنا وِلادُها‏.‏ ابن شميل‏:‏ يقال للرجل إِذا استقام أَمره بعد

فساد قد استمرّ، قال‏:‏ والعرب تقول‏:‏ أَرْجَى الغِلْمانِ الذي يبدأُ بِحُمْقٍ

ثم يستمر؛ وأَنشد للأَعشى يخاطب امرأَته‏:‏

يا خَيْرُ، إِنِّي قد جَعَلْتُ أَسْتَمِرّْ، أَرْفَعُ مِنْ بُرْدَيَّ ما كُنْتُ أَجُرّْ

وقال الليث‏:‏ كلُّ شيء قد انقادت طُرْقَتُه، فهو مُسْتَمِرٌّ‏.‏ الجوهري‏:‏

المَرَّةُ واحدة المَرِّ والمِرارِ؛ قال ذو الرمة‏:‏

لا بَلْ هُو الشَّوْقُ مِنْ دارٍ تَخَوَّنَها، مَرًّا شَمالٌ ومَرًّا بارِحٌ تَرِبُ

يقال‏:‏ فلان يَصْنَعُ ذلك الأَمْرَ ذاتَ المِرارِ أَي يصنعه مِراراً

ويدعه مراراً‏.‏ والمَمَرُّ‏:‏ موضع المُرورِ والمَصْدَرُ‏.‏ ابن سيده‏:‏ والمَرَّةُ

الفَعْلة الواحدة، والجمع مَرٌّ ومِرارٌ ومِرَرٌ ومُرُورٌ؛ عن أَبي علي

ويصدقه قول أَبي ذؤيب‏:‏

تَنَكَّرْت بَعدي أَم أَصابَك حادِثٌ

من الدَّهْرِ، أَمْ مَرَّتْ عَلَيك مُرورُ‏؟‏

قال ابن سيده‏:‏ وذهب السكري إِلى أَنّ مرُوراً مصدر ولا أُبْعِدُ أن يكون كما ذكر، وإِن كان قد أَنث الفعل، وذلك أَنّ المصدر يفيد الكثرة

والجنسية‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏ سنُعَذِّبُهُمْ مرتين؛ قال‏:‏ يعذبون بالإِيثاقِ

والقَتْل، وقيل‏:‏ بالقتل وعذاب القبر، وقد تكون التثنية هنا في معنى الجمع، كقوله

تعالى‏:‏ ثم ارجع البصر كَرَّتَيْنِ؛ أَي كَرَّاتٍ، وقوله عز وجل‏:‏ أُولئك

يُؤْتَوْنَ أَجْرَهم مَرَّتَيْنِ بما صبروا؛ جاء في التفسير‏:‏ أَن هؤلاء

طائفة من أَهل الكتاب كانوا يأْخذون به وينتهون إِليه ويقفون عنده، وكانوا

يحكمون بحكم الله بالكتاب الذي أُنزل فيه القرآن، فلما بُعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم وتلا عليهم القرآنَ، قالوا‏:‏ آمنَّا به، أَي صدقنا به، إِنه الحق من ربنا، وذلك أَنّ ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كان مكتوباً

عندهم في التوارة والإِنجيل فلم يعاندوا وآمنوا وصدَّقوا فأَثنى الله تعالى

عليهم خيراً، ويُعْطَون أَجرهم بالإِيمان بالكتاب قبل محمد صلى الله عليه وسلم وبإِيمانهم بمحمد، صلى الله عليه وسلم‏.‏

وَلَقِيَه ذات مرَّةٍ؛ قال سيبويه‏:‏ لا يُسْتَعْمَلُ ذات مَرةٍ إِلا

ظرفاً‏.‏ ولقِيَه ذاتَ المِرارِ أَي مِراراً كثيرة‏.‏ وجئته مَرًّا أَو

مَرَّيْنِ، يريد مرة أَو مرتين‏.‏ ابن السكيت‏:‏ يقال فلان يصنع ذلك تارات، ويصنع ذلك

تِيَراً، ويَصْنَعُ ذلك ذاتَ المِرارِ؛ معنى ذلك كله‏:‏ يصنعه مِراراً

ويَدَعُه مِراراً‏.‏

والمَرَارَةُ‏:‏ ضِدُّ الحلاوةِ، والمُرُّ نَقِيضُ الخُلْو؛ مَرَّ الشيءُ

يَمُرُّ؛ وقال ثعلب‏:‏ يَمَرُّ مَرارَةً، بالفتح؛ وأَنشد‏:‏

لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي، لَطالَما

حَلا بَيْنَ شَطَّيْ بابِلٍ فالمُضَيَّحِ

وأَنشد اللحياني‏:‏

لِتَأْكُلَني، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي، فأَذْرَقَ مِنْ حِذارِي أَوْ أَتاعَا

وأَنشده بعضهم‏:‏ فأَفْرَقَ، ومعناهما‏:‏ سَلَحَ‏.‏ وأَتاعَ أَي قاءَ‏.‏

وأَمَرَّ كَمَرَّ‏:‏ قال ثعلب‏:‏

تُمِرُّ عَلَيْنا الأَرضُ مِنْ أَنْ نَرَى بها

أَنيساً، ويَحْلَوْلي لَنا البَلَدُ القَفْرُ

عدّاه بعلى لأَنَّ فيه مَعْنى تَضِيقُ؛ قال‏:‏ ولم يعرف الكسائي مَرَّ

اللحْمُ بغر أَلفٍ؛ وأَنشد البيت‏:‏

لِيَمْضغَني العِدَى فأَمَرَّ لَحْمي، فأَشْفَقَ مِنْ حِذاري أَوْ أَتاعا

قال‏:‏ ويدلك على مَرَّ، بغير أَلف، البيت الذي قبله‏:‏

أَلا تِلْكَ الثَّعالِبُ قد تَوالَتْ

عَلَيَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعَا

لِتَأْكُلَنى، فَمَرَّ لَهُنَّ لَحْمي

ابن الأَعرابي‏:‏ مَرَّ الطعامُ يَمَرُّ، فهومُرٌّ، وأَمَرَّهُ غَيْرُهُ

ومَرَّهُ، ومَرَّ يَمُرُّ من المُرُورِ‏.‏ ويقال‏:‏ لَقَدْ مَرِرْتُ من المِرَّةِ أَمَرُّ مَرًّا ومِرَّةً، وهي الاسم؛ وهذا أَمَرُّ من كذا؛ قالت

امرأَة من العرب‏:‏ صُغْراها مُرَّاها‏.‏ والأَمَرَّانِ‏:‏ الفَقْرُ والهَرَمُ؛ وقول خالد بن زهير الهذلي‏:‏

فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُ خَدْعُها، حِينَ أَزْمَعَتْ

صَرِيمَتَها، والنَّفْسُ مُرٌّ ضَمِيرُها

إِنما أَراد‏:‏ ونفسها خبيثة كارهة فاستعار لها المرارة؛ وشيء مُرٌّ

والجمع أَمْرارٌ‏.‏ والمُرَّةُ‏:‏ شجَرة أَو بقلة، وجمعها مُرٌّ وأَمْرارٌ؛ قال

ابن سيده‏:‏ عندي أَنّ أَمْراراً جمعُ مُرٍّ، وقال أَبو حنيفة‏:‏ المُرَّةُ

بقلة تتفرّش على الأَرض لها ورق مثل ورق الهندبا أَو أَعرض، ولها نَوْرة

صُفَيْراء وأَرُومَة بيضاء وتقلع مع أَرُومَتِها فتغسل ثم تؤكل بالخل

والخبز، وفيها عليقمة يسيرة؛ التهذيب‏:‏ وقيل هذه البقلة من أَمرار البقول، والمرّ الواحد‏.‏ والمُرارَةُ أَيضاً‏:‏ بقلة مرة، وجمعها مُرارٌ‏.‏

والمُرارُ‏:‏ شجر مُرٌّ، ومنه بنو آكِلِ المُرارِ قومٌ من العرب، وقيل‏:‏

المُرارُ حَمْضٌ، وقيل‏:‏ المُرارُ شجر إِذا أَكلته الإِبل قلَصت عنه

مَشافِرُها، واحدتها مُرارَةٌ، هو المُرارُ، بضم الميم‏.‏

وآكِلُ المُرارِ معروف؛ قال أَبو عبيد‏:‏ أَخبرني ابن الكلبي أَن حُجْراً

إِنما سُمِّي آكِلَ المُرارِ أَن ابنةً كانت له سباها ملك من ملوك

سَلِيحٍ يقال له ابن هَبُولَةَ، فقالت له ابنة حجر‏:‏ كأَنك بأَبي قد جاء كأَنه

جملٌ آكِلُ المُرارِ، يعني كاشِراً عن أَنيابه، فسمي بذلك، وقيل‏:‏ إِنه كان

في نفر من أصحابه في سَفَر فأَصابهم الجوع، فأَما هو فأَكل من المُرارِ

حتى شبع ونجا، وأَما أَصحابه فلم يطيقوا ذلك حتى هلك أَكثرهم فَفَضَلَ

عليهم بصبره على أَكْلِه المُرارَ‏.‏ وذو المُرارِ‏:‏ أَرض، قال‏:‏ ولعلها كثيرة

هذا النبات فسمِّيت بذلك؛ قال الراعي‏:‏

مِنْ ذِي المُرارِ الذي تُلْقِي حوالِبه بَطْنَ الكِلابِ سَنِيحاً، حَيثُ يَنْدَفِقُ

الفراء‏:‏ في الطعام زُؤانٌ ومُرَيْراءُ ورُعَيْداءُ، وكله ما يُرْمَى به ويُخْرَجُ منه‏.‏

والمُرُّ‏:‏ دَواءٌ، والجمع أَمْرارٌ؛ قال الأَعشى يصف حمار وحش‏:‏

رَعَى الرَّوْضَ والوَسْمِيَّ، حتى كأَنما

يَرَى بِيَبِيسِ الدَّوِّ أَمْرارَ عَلْقَمِ

يصف أَنه رعى نبات الوسْمِيِّ لطِيبه وحَلاوتِه؛ يقول‏:‏ صار اليبيس عنده

لكراهته إِياه بعد فِقْدانِه الرطْبَ وحين عطش بمنزلة العلقم‏.‏ وفي قصة

مولد المسيح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام‏:‏ خرج قوم معهم المُرُّ، قالوا

نَجْبُرُ به الكَسِيرَ والجُرْحَ؛ المُرُّ‏:‏ دواء كالصَّبرِ، سمي به لمرارته‏.‏ وفلان ما يُمِرُّ وما يُحْلِي أَي ما يضر ولا ينفع‏.‏ ويقال‏:‏ شتمني

فلان فما أَمْرَرْتُ وما أَحْلَيْتُ أَي ما قلت مُرة ولا حُلوة‏.‏ وقولهم‏:‏ ما

أَمَرَّ فلان وما أَحْلى؛ أَي ما قال مُرًّا ولا حُلواً؛ وفي حديث

الاسْتِسْقاءِ‏:‏

وأَلْقَى بِكَفَّيْهِ الفَتِيُّ اسْتِكانَةً

من الجُوعِ ضَعْفاً، ما يُمِرُّ وما يُحْلي

أَي ما ينطق بخير ولا شر من الجوع والضعف، وقال ابن الأَعرابي‏:‏ ما

أُمِرُّ وما أُحْلِي أَي ما آتي بكلمة ولا فَعْلَةٍ مُرَّة ولا حُلوة، فإن أَردت أَن تكون مَرَّة مُرًّا ومَرَّة حُلواً قلت‏:‏ أَمَرُّ وأَحْلو

وأَمُرُّ وأَحْلو‏.‏ وعَيْشٌ مُرٌّ، على المثل، كما قالوا حُلْو‏.‏ ولقيت منه

الأَمَرَّينِ والبُرَحَينِ والأَقْوَرَينِ أَي الشرَّ والأَمْرَ العظيم‏.‏ وقال

ابن الأَعرابي‏:‏ لقيت منه الأَمَرَّينِ، على التثنية، ولقيت منه

المُرَّيَيْنِ كأَنها تثنية الحالة المُرَّى‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ جاءت هذه الحروف على

لفظ الجماعة، بالنون، عن العرب، وهي الدواهي، كما قالوا مرقه مرقين

وأَما قول النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ ماذا

في الأَمَرَّينِ من الشِّفاء، فإِنه مثنى وهما الثُّفَّاءُ والصَّبِرُ، والمَرارَةُ في الصَّبِرِ دون الثُّفَّاءِ، فغَلَّبَه عليه، والصَّبِرُ

هو الدواء المعروف، والثُّفَّاءُ هو الخَرْدَلُ؛ قال‏:‏ وإِنما قال

الأَمَرَّينِ، والمُرُّ أَحَدُهما، لأَنه جعل الحُروفةَ والحِدَّةَ التي في الخردل بمنزلة المرارة وقد يغلبون أَحد القرينين على الآخر فيذكرونهما بلفظ

واحد، وتأْنيث الأَمَرِّ المُرَّى وتثنيتها المُرَّيانِ؛ ومنه حديث ابن مسعود، رضي الله عنه، في الوصية‏:‏ هما المُرَّيان‏:‏ الإِمْساكُ في الحياةِ

والتَّبْذِيرُ عنْدَ المَمات؛ قال أَبو عبيد‏:‏ معناه هما الخصلتان المرتان، نسبهما إِلى المرارة لما فيهما من مرارة المأْثم‏.‏ وقال ابن الأَثير‏:‏

المُرَّيان تثنية مُرَّى مثل صُغْرى وكبرى وصُغْرَيان وكُبْرَيانِ، فهي فعلى من المرارة تأْنيث الأَمَرِّ كالجُلَّى والأَجلِّ، أَي الخصلتان المفضلتان

في المرارة على سائر الخصال المُرَّة أَن يكون الرجل شحيحاً بماله ما دام

حيّاً صحيحاً، وأَن يُبَذِّرَه فيما لا يُجْدِي عليه من الوصايا المبنية

على هوى النفس عند مُشارفة الموت‏.‏

والمرارة‏:‏ هَنَةٌ لازقة بالكَبد وهي التي تُمْرِئُ الطعام تكون لكل ذي

رُوحٍ إِلاَّ النَّعامَ والإِبل فإِنها لا مَرارة لها‏.‏

والمارُورَةُ والمُرَيرَاءُ‏:‏ حب أَسود يكون في الطعام يُمَرُّ منه وهو كالدَّنْقَةِ، وقيل‏:‏ هو ما يُخرج منه فيُرْمى به‏.‏ وقد أَمَرَّ‏:‏ صار فيه

المُرَيْراء‏.‏ ويقال‏:‏ قد أَمَرَّ هذا الطعام في فمي أَي صار فيه مُرّاً، وكذلك كل شيء يصير مُرّاً، والمَرارَة الاسم‏.‏ وقال بعضهم‏:‏ مَرَّ الطعام

يَمُرّ مَرارة، وبعضهم‏:‏ يَمَرُّ، ولقد مَرَرْتَ يا طَعامُ وأَنت تَمُرُّ؛ ومن قال تَمَرُّ قال مَرِرْتَ يا طعام وأَنت تَمَرُّ؛ قال الطرمَّاح‏:‏

لَئِنْ مَرَّ في كِرْمانَ لَيْلي، لرُبَّما

حَلا بَيْنَ شَطَّي بابِلٍ فالمُضَيَّحِ

والمَرارَةُ‏:‏ التي فيها المِرَّةُ، والمِرَّة‏:‏ إِحدى الطبائع الأَربع؛ ابن سيده‏:‏ والمِرَّةُ مِزاجٌ من أَمْزِجَةِ البدن‏.‏ قال اللحياني‏:‏ وقد

مُررْتُ به على صيغة فعل المفعول أُمَرُّ مَرًّا ومَرَّة‏.‏ وقال مَرَّة‏:‏

المَرُّ المصدر، والمَرَّة الاسم كما تقول حُمِمْتُ حُمَّى، والحمى الاسم‏.‏

والمَمْرُور‏:‏ الذي غلبت عليه المِرَّةُ، والمِرَّةُ القوّة وشده العقل

أَيضاً‏.‏ ورجل مرير أَي قَوِيُّ ذو مِرة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ لا تَحِلُّ الصَّدَقَةُ

لغَنِيٍّ ولا لِذي مِرَّةَ سَوِيٍّ؛ المِرَّةُ‏:‏ القُوَّةُ والشِّدّةُ، والسَّوِيُّ‏:‏ الصَّحيحُ الأَعْضاءِ‏.‏ والمَرِيرُ والمَرِيرَةُ‏:‏ العزيمةُ؛ قال

الشاعر‏:‏

ولا أَنْثَني مِنْ طِيرَةٍ عَنْ مَرِيرَةٍ، إِذا الأَخْطَبُ الدَّاعي على الدَّوحِ صَرْصَرا

والمِرَّةُ‏:‏ قُوّةُ الخَلْقِ وشِدّتُهُ، والجمع مِرَرٌ، وأَمْرارٌ جمع

الجمع؛ قال‏:‏

قَطَعْتُ، إِلى مَعْرُوفِها مُنْكراتِها، بأَمْرارِ فَتْلاءِ الذِّراعَين شَوْدَحِ

ومِرَّةُ الحَبْلِ‏:‏ طاقَتُهُ، وهي المَرِيرَةُ، وقيل‏:‏ المَرِيرَةُ الحبل

الشديد الفتل، وقيل‏:‏ هو حبل طويل دقيق؛ وقد أمْرَرْتَه‏.‏ والمُمَرُّ‏:‏

الحبل الذي أُجِيدَ فتله، ويقال المِرارُ والمَرُّ‏.‏ وكل مفتول مُمَرّ، وكل

قوّة من قوى الحبل مِرَّةٌ، وجمعها مِرَرٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن رجلاً أَصابه في سيره المِرَارُ أَي الحبل؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هكذا فسر، وإِنما الحبل

المَرُّ، ولعله جمعه‏.‏ وفي حديث عليّ في ذكر الحياةِ‏:‏ إِنّ الله جعل الموت

قاطعاً لمَرائِر أَقرانها؛ المَرائِرُ‏:‏ الحبال المفتولة على أَكثَر من طاق، واحدها مَريرٌ ومَرِيرَةٌ‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ ثم اسْتَمَرَّتْ

مَريرَتي؛ يقال‏:‏ استمرت مَرِيرَتُه على كذا إِذا استحكم أَمْرُه عليه وقويت

شَكِيمَتُه فيه وأَلِفَه واعْتادَه، وأَصله من فتل الحبل‏.‏ وفي حديث معاوية‏:‏

سُحِلَتْ مَريرَتُه أَي جُعل حبله المُبْرَمُ سَحِيلاً، يعني رخواً

ضعيفاً‏.‏ والمَرُّ، بفتح الميم‏:‏ الحبْل؛ قال‏:‏

زَوْجُكِ ا ذاتَ الثَّنايا الغُرِّ، والرَّبَلاتِ والجَبِينِ الحُرِّ، أَعْيا فَنُطْناه مَناطَ الجَرِّ، ثم شَدَدْنا فَوْقَه بِمَرِّ، بَيْنَ خَشاشَيْ بازِلٍ جِوَرِّ

الرَّبَلاتُ‏:‏ جمع رَبَلَة وهي باطن الفخذ‏.‏ والحَرُّ ههنا‏:‏ الزَّبيلُ‏.‏

وأَمْرَرْتُ الحبلَ أُمِرُّه، فهو مُمَرٌّ، إِذا شَدَدْتَ فَتْلَه؛ ومنه

قوله عز وجل‏:‏ سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ؛ أَي مُحْكَمٌ قَوِيٌّ، وقيل مُسْتَمِرٌّ

أَي مُرٌّ، وقيل‏:‏ معناه سَيَذْهَبُ ويَبْطُلُ؛ قال أَبو منصور‏:‏ جعله من مَرَّ يَمُرُّ إِذا ذهَب‏.‏ وقال الزجاج في قوله تعالى‏:‏ في يوم نَحْسٍ

مُسْتَمِرٍّ، أَي دائمٍ، وقيل أَي ذائمِ الشُّؤْمِ، وقيل‏:‏ هو القويُّ في نحوسته، وقيل‏:‏ مستمر أَي مُر، وقيل‏:‏ مستمر نافِذٌ ماضٍ فيما أُمِرَ به وسُخّر

له‏.‏ ويقال‏:‏ مَرَّ الشيءُ واسْتَمَرَّ وأَمَرَّ من المَرارَةِ‏.‏ وقوله

تعالى‏:‏ والساعة أَدْهَى وأَمَرُّ؛ أَي أَشد مَرارة؛ وقال الأَصمعي في قول

الأَخطل‏:‏

إِذا المِئُونَ أُمِرَّتْ فَوقَه حَمَلا

وصف رجلاً يَتَحَمَّلُ الحِمَالاتِ والدِّياتِ فيقول‏:‏ إِذا اسْتُوثِقَ

منه بأَن يحمِل المِئينَ من الإِبل ديات فأُمِرَّتْ فوق ظهره أَي شُدَّتْ

بالمِرارِ وهو الحبل، كما يُشَدُّ على ظهر البعير حِمْلُه، حَمَلَها

وأَدّاها؛ ومعنى قوله حَمَلا أَي ضَمِنَ أَداءَ ما حَمَل وكفل‏.‏ الجوهري‏:‏

والمَرِيرُ من الحبال ما لَطُفَ وطال واشتد فَتْلُه، والجمع المَرائِرُ؛ ومنه

قولهم‏:‏ ما زال فلان يُمِرُّ فلاناً ويُمارُّه أَي يعالجه ويَتَلَوَّى

عليه لِيَصْرَعَه‏.‏ ابن سيده‏:‏ وهو يُمارُّه أَي يَتَلَوَّى عليه؛ وقول أَبي

ذؤيب‏:‏

وذلِكَ مَشْبُحُ الذِّراعَيْنِ خَلْجَمٌ

خَشُوفٌ، إِذا ما الحَرْبُ طالَ مِرارُها

فسره الأَصمعي فقال‏:‏ مِرارُها مُداوَرَتُها ومُعالجتُها‏.‏ وسأَل أَبو

الأَسود

الدؤلي غلاماً عن أَبيه

فقال‏:‏ ما فَعَلَتِ امْرأَةُ أَبيك‏؟‏ قال‏:‏ كانت تُسارُّه وتُجارُّه

وتُزارُّه وتُهارُّه وتُمارُّه، أَي تَلتَوي عليه وتخالِفُه، وهو من فتل الحبل‏.‏

وهو يُمارُّ البعيرَ أَي يريده ليصرعه‏.‏ قال أَبو الهيثم‏:‏ مارَرْت الرجلَ

مُمارَّةً ومِراراً إِذا عالجته لتصرعه وأراد ذلك منك أَيضاً‏.‏ قال‏:‏

والمُمَرُّ الذي يُدْعى لِلبَكْرَةِ الصَّعْبَةِ لِيَمُرَّها قَبْلَ

الرائِضِ‏.‏ قال‏:‏ والمُمَرُّ الذي يَتَعَقَّلُ

البَكْرَةَ الصعْبَةَ فيَسْتَمْكِنُ من ذَنَبِها ثم يُوَتِّدُ

قَدَمَيْهِ في الأَرض كي لا تَجُرَّه إِذا أَرادتِ الإِفلاتَ، وأَمَرَّها بذنبها

أَي صرفها شِقًّا لشِقٍّ حتى يذللها بذلك فإِذا ذلت بالإِمرار أَرسلها

إِلى الرائض‏.‏

وفلان أَمَرُّ عَقْداً من فلان أَي أَحكم أَمراً منه وأَوفى ذمةً‏.‏

وإِنه لذو مِرَّة أَي عقل وأَصالة وإِحْكامٍ، وهو على المثل‏.‏

والمِرَّةُ‏:‏ القوّة، وجمعها المِرَرُ‏.‏ قال الله عز وجل‏:‏ ذو مِرَّةٍ فاسْتَوَى، وقيل

في قوله ذو مِرَّةٍ‏:‏ هو جبريل خلقه الله تعالى قويّاً ذا مِرَّة شديدة؛ وقال

الفراء‏:‏ ذو مرة من نعت قوله تعالى‏:‏ علَّمه شدِيدُ القُوى ذو مِرَّة؛ قال

ابن السكيت‏:‏ المِرَّة القوّة، قال‏:‏ وأَصل المِرَّةِ إِحْكامُ الفَتْلِ‏.‏

يقال‏:‏ أَمَرَّ الحبلَ إِمْراراً‏.‏ ويقال‏:‏ اسْتَمَرَّت مَريرَةُ الرجل إِذا

قويت شَكِيمَتُه‏.‏

والمَريرَةُ‏:‏ عِزَّةُ النفس‏.‏ والمَرِيرُ، بغير هاء‏:‏ الأَرض التي لا شيء

فيها، وجمعها مَرائِرُ‏.‏ وقِرْبة مَمْرورة‏:‏ مملوءة‏.‏

والمَرُّ‏:‏ المِسْحاةُ، وقيل‏:‏ مَقْبِضُها، وكذلك هو من المِحراثِ‏.‏

والأَمَرُّ‏:‏ المصارِينُ يجتمع فيها الفَرْثُ، جاء اسماً للجمع كالأَعَمِّ الذي

هو الجماعة؛ قال‏:‏

ولا تُهْدِي الأَمَرَّ وما يَلِيهِ، ولا تُهْدِنّ مَعْرُوقَ العِظامِ

قال ابن بري‏:‏ صواب إِنشاد هذا البيت ولا، بالواو، تُهْدِي، بالياء، لأَنه يخاطب امرأَته بدليل قوله ولا تهدنّ، ولو كان لمذكر لقال‏:‏ ولا

تُهْدِيَنَّ، وأَورده الجوهري فلا تهد بالفاء؛ وقبل البيت‏:‏

إِذا ما كُنْتِ مُهْدِيَةً، فَأَهْدِي

من المَأْناتِ، أَو فِدَرِ السَّنامِ

يأْمُرُها بمكارِم الأَخلاقِ أَي لا تْهدي من الجَزُورِ إِلا أَطايِبَه‏.‏

والعَرْقُ‏:‏ العظم الذي عليه اللحم فإِذا أُكِلَ لحمه قيل له مَعْرُوقٌ‏.‏

والمَأْنَةُ‏:‏ الطَّفْطَفَةُ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم كره من الشَّاءِ سَبْعاً‏:‏ الدَّمَ والمَرارَ والحَياءَ والغُدّةَ

والذَّكَرَ والأُنْثَيَيْنِ والمَثانَةَ؛ قال القتيبي‏:‏ أَراد المحدث أَن يقول

الأَمَرَّ فقال المَرارَ، والأَمَرُّ المصارِينُ‏.‏ قال ابن الأَثير‏:‏

المَرارُ جمع المَرارَةِ، وهي التي في جوف الشاة وغيرها يكون فيها ماء أَخضر

مُرٌّ، قيل‏:‏ هي لكل حيوان إِلاَّ الجمل‏.‏ قال‏:‏ وقول القتيبي ليس بشيء‏.‏ وفي حديث ابن عمر‏:‏ أَنه جرح إِصبعه فأَلْقَمَها مَرارَةً وكان يتوضأُ عليها‏.‏

ومَرْمَرَ إِذا غَضِبَ، ورَمْرَمَ إِذا أَصلح شأْنَه‏.‏ ابن السكيت‏:‏

المَرِيرَةُ من الحبال ما لَطُف وطال واشتد فتله، وهي المَرائِرُ‏.‏ واسْتَمَرَّ

مَرِيرُه إِذا قَوِيَ بعد ضَعْفٍ‏.‏

وفي حديث شريح‏:‏ ادّعى رجل دَيْناً على ميِّت فأَراد بنوه أَن يحلفوا على

عِلْمِهِم فقال شريح‏:‏ لَتَرْكَبُنَّ منه مَرَارَةَ الذَّقَنِ أَي

لَتَحْلِفُنَّ ما له شيء، لا على العلم، فيركبون من ذلك ما يَمَرُّ في أَفْواهِهم وأَلسِنَتِهِم التي بين أَذقانهم‏.‏

ومَرَّانُ شَنُوءَةَ‏:‏ موضع باليمن؛ عن ابن الأَعرابي‏.‏ ومَرَّانُ ومَرُّ

الظَّهْرانِ وبَطْنُ مَرٍّ‏:‏ مواضعُ بالحجاز؛ قال أَبو ذؤَيب‏:‏

أَصْبَحَ مِنْ أُمِّ عَمْرٍو بَطْنُ مَرَّ فأَكْـ *** ـنافُ الرَّجِيعِ، فَذُو سِدْرٍ فأَمْلاحُ

وَحْشاً سِوَى أَنّ فُرَّاطَ السِّباعِ بها، كَأَنها مِنْ تَبَغِّي النَّاسِ أَطْلاحُ

ويروى‏:‏ بطن مَرٍّ، فَوَزْنُ« رِنْ فَأَكْ» على هذا فاعِلُنْ‏.‏ وقوله

رَفَأَكْ، فعلن،وهو فرع مستعمل، والأَوّل أَصل مَرْفُوض‏.‏ وبَطْنُ مَرٍّ‏:‏

موضع، وهو من مكة، شرفها الله تعالى، على مرحلة‏.‏ وتَمَرْمَرَ الرجلُ‏:‏ مارَ‏.‏

والمَرْمَرُ‏:‏ الرُّخامُ؛ وفي الحديث‏:‏ كأَنَّ هُناكَ مَرْمَرَةً؛ هي

واحدةُ المَرْمَرِ، وهو نوع من الرخام صُلْبٌ؛ وقال الأَعشى‏:‏

كَدُمْيَةٍ صُوِّرَ مِحْرابُها

بِمُذْهَبٍ ذي مَرْمَرٍ مائِرِ

وقال الراجز‏:‏

مَرْمارَةٌ مِثْلُ النَّقا المَرْمُورِ

والمَرْمَرُ‏:‏ ضَرْبٌ من تقطيع ثياب النساء‏.‏ وامرأَة مَرْمُورَةٌ

ومَرْمارَةٌ‏:‏ ترتَجُّ عند القيام‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ معنى تَرْتَجُّ وتَمَرْمَرُ

واحد أَي تَرْعُدُ من رُطوبتها، وقيل‏:‏ المَرْمارَةُ الجارية الناعمة

الرَّجْراجَةُ، وكذلك المَرْمُورَةُ‏.‏ والتَّمَرْمُرُ‏:‏ الاهتزازُ‏.‏ وجِسْمٌ

مَرْمارٌ ومَرْمُورٌ ومُرَامِرٌ‏:‏ ناعمٌ‏.‏ ومَرْمارٌ‏:‏ من أَسماء الداهية؛ قال‏:‏قَدْ عَلِمَتْ سَلْمَةُ بالغَمِيسِ، لَيْلَةَ مَرْمارٍ ومَرْمَرِيسِ

والمرْمارُ‏:‏ الرُّمانُ الكثير الماء الذي لا شحم له‏.‏ ومَرَّارٌ ومُرَّةُ

ومَرَّانُ‏:‏ أَسماء‏.‏ وأَبو مُرَّةَ‏:‏ كنية إِبليس‏.‏ ومُرَيْرَةٌ

والمُرَيْرَةُ‏:‏ موضع؛ قال‏:‏

كأَدْماءَ هَزَّتْ جِيدَها في أَرَاكَةٍ، تَعاطَى كَبَاثاً مِنْ مُرَيْرَةَ أَسْوَدَا

وقال‏:‏

وتَشْرَبُ أَسْآرَ الحِياضِ تَسُوفُه، ولو وَرَدَتْ ماءَ المُرَيْرَةِ آجِما

أَراد آجنا، فأَبدل‏.‏ وبَطْنُ مَرٍّ‏:‏ موضعٌ‏.‏ والأَمْرَارُ‏:‏ مياه معروفة

في ديار بني فَزَارَةَ؛ وأَما قول النابغة يخاطب عمرو بن هند‏:‏

مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ آيةً‏؟‏

ومِنَ النَّصِيحَةِ كَثْرَةُ الإِنْذَارِ

لا أَعْرِفَنَّك عارِضاً لِرِماحِنا، في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرَارِ

فهي مياه بالبادِيَة مرة‏.‏ قال ابن بري‏:‏ ورواه أَبو عبيدة‏:‏ في جف ثعلب، يعني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وجعلهم جفّاً لكثرتهم‏.‏ يقال للحي الكثير

العدد‏:‏ جف، مثل بكر وتغلب وتميم وأَسد، ولا يقال لمن دون ذلك جف‏.‏ وأَصل الجف‏:‏

وعاء الطلع فاستعاره للكثرة، لكثرة ما حوى الجف من حب الطلع؛ ومن رواه‏:‏

في جف تغلب، أَراد أَخوال عمرو بن هند، وكانت له كتيبتان من بكر وتغلب

يقال لإِحداهما دَوْسَرٌ والأُخرى الشَّهْباء؛ قوله‏:‏ عارضاً لرماحنا أَي لا

تُمَكِّنها من عُرْضِكَ؛ يقال‏:‏ أَعرض لي فلان أَي أَمكنني من عُرْضِه

حتى رأَيته‏.‏ والأَمْرارُ‏:‏ مياهٌ مَرَّةٌ معروفة منها عُِراعِرٌ وكُنَيْبٌ

والعُرَيْمَةُ‏.‏ والمُرِّيُّ‏:‏ الذي يُؤْتَدَمُ به كأَنَّه منسوب إِلى

المَرارَةِ، والعامة تخففه؛ قال‏:‏ وأَنشد أَبو الغوث‏:‏

وأُمُّ مَثْوَايَ لُباخِيَّةٌ، وعِنْدَها المُرِّيُّ والكامَخُ

وفي حديث أَبي الدرداء ذكر المُرِّيِّ، هو من ذلك‏.‏ وهذه الكلمة في التهذيب في الناقص‏:‏ ومُرامِرٌ اسم رجل‏.‏ قال شَرْقيُّ بن القُطَامي‏:‏ إِن أَوّل

من وضع خطنا هذا رجال من طيء منهم مُرامِرُ بن مُرَّةَ؛ قال الشاعر‏:‏

تَعَلَّمْتُ باجاداً وآلَ مُرامِرٍ، وسَوَّدْتُ أَثْوابي، ولستُ بكاتب

قال‏:‏ وإِنما قال وآل مرامر لأَنه كان قد سمى كل واحد من أَولاده بكلمة

من أَبجد وهي ثمانية‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الذي ذكره ابن النحاس وغيره عن

المدايني أَنه مُرامِرُ بن مَرْوَةَ، قال المدايني‏:‏ بلغنا أَن أَوَّل من كتب

بالعربية مُرامِرُ بن مروة من أَهل الأَنبار، ويقال من أَهل الحِيرَة، قال‏:‏

وقال سمرة بن جندب‏:‏ نظرت في كتاب العربية فإِذا هو قد مَرَّ بالأَنبار

قبل أَن يَمُرَّ بالحِيرَةِ‏.‏ ويقال إِنه سئل المهاجرون‏:‏ من أَين تعلمتم

الخط‏؟‏ فقالوا‏:‏ من الحيرة؛ وسئل أَهل الحيرة‏:‏ من أَين تعلمتم الخط‏؟‏ فقالوا‏:‏

من الأَنْبار‏.‏

والمُرّانُ‏:‏ شجر الرماح، يذكر في باب النون لأَنه فُعَّالٌ‏.‏

ومُرٌّ‏:‏ أَبو تميم، وهو مُرُّ بنُ أُدِّ بن طابِخَةَ بنِ إِلْياسَ بن مُضَرَ‏.‏ ومُرَّةُ‏:‏ أَبو قبيلة من قريش، وهو مُرّة بن كعب بن لُؤَيِّ بن غالبِ بن فهر بن مالك بن النضر ومُرَّةُ‏:‏ أَبو قبيلة من قَيْسِ عَيْلانَ، وهو مُرَّةُ بن عَوْف بن سعد بن قيس عيلانَ‏.‏ مُرَامِراتٌ‏:‏ حروف وها

قديم لم يبق مع الناس منه شيء، قال أَبو

منصور‏:‏ وسمعت أَعرابيّاً يقول لَهِمٌ وَذَلٌ وذَلٌ، يُمَرْمِرُ مِرْزةً

ويَلُوكُها؛ يُمَرْمِرُ أَصلُه يُمَرِّرُ أَي يَدْحُوها على وجه الأَرض‏.‏ ويقال‏:‏

رَعَى بَنُو فُلانٍ المُرَّتَيْنِ

وهما الأَلاءُ والشِّيحُ‏.‏ وفي الحديث ذكر

ثنية المُرارِ المشهور فيها ضم الميم، وبعضهم يكسرها، وهي عند الحديبية؛ وفيه ذكر بطن مَرٍّ ومَرِّ الظهران، وهما بفتح الميم وتشديد الراء، موضع

بقرب مكة‏.‏

الجوهري‏:‏ وقوله لتَجِدَنَّ فُلاناً أَلْوى بَعيدَ المُسْتَمَرِّ، بفتح

الميم الثانية، أَي أَنه قَوِيٌّ في الخُصُومَةِ لا يَسْأَمُ المِراسَ؛ وأَنشد أَبو عبيد‏:‏

إِذا تَخازَرْتُ، وما بي من خَزَرْ، ثم كَسَرْتُ العَيْنَ مِنْ غَيْرِ عَوَرْ

وجَدْتَني أَلْوَى بَعِيدَ المُسْتَمَرّْ، أَحْمِلُ ما حُمِّلْتُ مِنْ خَيْرٍ وشَرّْ

قال ابن بري‏:‏ هذا الرجز يروى لعمرو بن العاص، قال‏:‏ وهو المشهور؛ ويقال‏:‏

إِنه لأَرْطاةَ بن سُهَيَّةَ تمثل به عمرو، رضي الله عنه‏.‏

مزر‏:‏ المِزْرُ‏:‏ الأَصل‏.‏ والمزرُ‏:‏ نَبِيذُ الشعير والحنطة والحبوب، وقيل‏:‏

نبيذ الذُّرَة خاصَّة‏.‏ غيره‏:‏ المِزْر ضَرْبٌ من الأَشربة‏.‏ وذكر أَبو

عبيد‏:‏ أَن ابن عمر قد فسر الأَنبذة فقال البِتْعُ نبيذ العَسَل، والجِعَةُ

نبيذ الشعيرِ، والمزر من الذرة، والسَّكَرُ من التمر، والخَمْرُ من العنب، وأَما السُّكُرْكَة، بتسكين الراء، فخمر الحَبَش؛ قال أَبو موسى

الأَشعري‏:‏ هي من الذرة، ويقال لها السُّقُرْقَعُ أَيضاً، كأَنه معرب سُكُرْكَةٍ، وهي بالحبشية‏.‏

والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ‏:‏ التَّرَوُّقُ والشُّرْبُ القَلِيلُ، وقيل‏:‏

الشرْبُ بمَرَّةٍ، قال‏:‏ والمِزْرُ الأَحْمَقُ‏.‏ والمَزْرُ، بالفتح‏:‏ الحَسْوُ

لِلذَّوْقِ‏.‏ ويقال‏:‏ تَمَزَّرْتُ الشرابَ إِذا شَرِبْتَه قليلاً قليلاً، وأَنشد الأُموي يصف خمراً‏:‏

تَكُونُ بَعْدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرِ، في فَمِهِ، مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ

والتَّمَزُّرُ‏:‏ شُرْبُ الشرابِ قليلاً قليلاً، بالراء، ومثله

التَّمَزُّرُ وهو أَقل من التمزر؛ وفي حديث أَبي العالية‏:‏ اشْرَبِ النبيذَ ولا

تُمَزِّرْ أَي اشْرَبْه لتسكين العطش كما تشرب الماء ولا تشربه للتلذذ مرة

بعد أُخرى كما يصنع شارِبُ الخمر إِلى أَن يَسْكَر‏.‏ قال ثعلب‏:‏ مما وجدنا عن

النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ اشْرَبُوا ولا تَمَزَّرُوا أَي لا تُدِيرُوه

بينكم قليلاً قليلاً، ولكن اشربوه في طِلْقٍ واحد كما يُشْرَبُ الماء، أَو اتركوه ولا تشربوه شرْبة بعد شربة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ المَزْرَةُ الواحدة

تحرِّمُ أَي المصَّةُ الواحدة‏.‏ قال‏:‏ والمَزْرُ والتَّمَزُّرُ الذوْقُ شيئاً

بعد شيء؛ قال ابن الأَثير‏:‏

وهذا بخلاف المرويّ في قوله‏:‏ لا تُحَرِّمُ المَصَّةُ ولا المصتانِ، قال‏:‏

ولعله لا تحرم فحرَّفه الرواة‏.‏ ومَزَرَ السقاءَ مَزْراً‏:‏ مَلأَه؛ عن

كراع‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ مَزَّرَ قِرْبَتَه تَمْزِيراً ملأَها فلَم يتْرُكْ

فيها أَمْتاً؛ وأَنشد شمر‏:‏

فَشَرِبَ القَوْمُ وأَبْقَوْا سُورا، ومَزَّرُوا وِطابَها تَمْزِيرا

والمَزِيرُ‏:‏ الشَّدِيدُ القلبِ القَوِيُّ النافِذُ بَيِّنُ المَزَارَةِ؛ وقد مَزُرَ، بالضم، مَزَارَةً، وفلان أَمْزَرُ منه؛ قال العباس بن مِرْداسٍ‏:‏

تَرَى الرَّجُلَ النَّحِيفَ فَتَزْدَرِيه، وفي أَثْوابِه رَجُلٌ مَزِيرُ

ويروى‏:‏ أَسد مَزِيرُ، والجمع أَمازِرُ مثل أَفِيل وأَفائِلَ؛ وأَنشد

الأَخفش‏:‏

إِلَيْكِ ابْنَةَ الأَعْيارِ، خافي بَسَالَةَ الـ *** ـرجالِ، وأَصْلالُ الرِّجالِ أَقاصِرُهْ

ولا تَذْهَبَنْ عَيْناكِ في كُلِّ شَرْمَحٍ

طُوالٍ، فإِنَّ الأَقْصَرِينَ أَمازِرُهْ

قال‏:‏ يريد أَقاصِرُهُم وأَمازِرُهم، كما يقال فلان أَخبث الناس

وأَفْسَقُه، وهي خَيْرُ جاريةٍ وأَفْضَلُهُ‏.‏ وكل تَمْرٍ استحكم، فقد مَزُرَ

يَمْزُرُ مَزَارَةً‏.‏ والمَزِيرُ‏:‏ الظَّرِيفُ؛ قاله الفراء؛ وأَنشد‏:‏

فلا تذهبن عيناك في كل شرمح

طوال، فإِن الأَقصرين أَمازره

أَراد‏:‏ أَمازر ما ذكرنا، وهم جمع الأَمزر‏.‏